قال وزير الدفاع الأميركي السابق تشاك هاغل اليوم الأحد للجنود الأميركيين في أفغانستان إن مهمتهم لم تنته بعد مع إنتقالهم من الدور القتالي إلى تدريب القوات الأفغانية. وقال هاغل في قاعدة بالقرب من مدينة جلال أباد شرق أفغانستان، إنه "من المهم للولايات المتحدة وحلفائها ضمان عدم إنهيار التقدم الذي تحقق بالعمل الجاد مع تقليص عديد القوات الأميركية إلى نحو 12500 جندي". وقال أمام تجمع من الجنود الأميركيين والبولنديين "توجد تحديات أمامنا، والمهمة لم تنته بعد. هذا البلد لا يزال خطراً من نواح عدة"، مضيفاً "لا نريد أن نرى هذا التقدم الهائل الذي تم تحقيقه... يذهب أدراج الرياح". وفي آخر زيارة له إلى أفغانستان قبل تنحيه من منصبه بعد إستقالته الشهر الماضي، توجه هاغل إلى قاعدة "غامبيري" للتحقق بنفسه من الإستعدادات للمهمة الأصغر التي سيقوم بها الحلف الأطلسي إبتداءً من العام الجديد. وقال هاغل إن هذه القاعدة ستكون "نموذجاً" لهذه المهمة العام المقبل، حيث ستقام العديد من القواعد الأخرى في أنحاء أفغانستان للقيام بعمليات التدريب وتقديم المشورة والمساعدة، مشيراً إلى أن الهدف هو تقوية قوات الجيش والشرطة الأفغانية لإعدادها لعملية إنسحاب القوات الأميركية وقوات التحالف بالكامل في 2016. وتوجه هاغل بعد ذلك إلى الكويت، المحطة التالية في رحلته الخارجية. الى ذلك، قال الرئيس التنفيذي في الحكومة الأفغانية عبدالله عبدالله إن مغادرة القوات الأجنبية لأفغانستان سابقة لأوانها، مؤكداً لصحيفة "صنداي تايمز" أن قوات بلاده "لا تزال بحاجة الى إستمرار الدعم الجوي". وقال عبدالله، الرجل الثاني في الحكومة الأفغانية، إن القوات الأجنبية التي يقودها "الحلف الأطلسي" ستنسحب قريباً حيث من المقرر أن تغادر جميع القوات القتالية البلاد في نهاية الشهر. وأضاف للصحيفة البريطانية الأسبوعية أنه "تمت إضاعة الكثير من الوقت هذا العام وسط عداوات بين الرئيس السابق حميد كرزاي وزعماء الدول الغربية". وتابع قائلاً "قبل عامين كان لدينا 150 ألف جندي دولي والكثير من الطائرات والمروحيات. وخلال شهرين لن يكون هناك سوى 12 ألفاً فقط. نحتاج الى الدعم الجوي للإخلاء الطبي للإصابات، إضافة الى الإستخبارات والمقاتلات السريعة". وذكرت الصحيفة أن جنرالاً بريطانياً قال إنه يتوقع إرسال المزيد من القوات والمقاتلات السريعة الى أفغانستان العام المقبل، مشيراً الى أن بناء قوات جوية أفغانية لا يزال يحتاج الى ثلاث سنوات. إلا أن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ألمح الى أن دولاً أخرى ستوفر الغطاء الجوي للقوات الأفغانية. وقال ناطق باسم الحكومة البريطانية "لا نتوقع إرسال مقاتلات أو قدرات إخلاء طبي الى أفغانستان... وسيكون دورنا في أكاديمية تدريب الضباط". وأضاف "لقد تحدثنا مع حلفائنا في الحلف الأطلسي حول كيفية تقديمهم المساعدة للأفغان إذا لزم الأمر، وفهمنا أنهم سيغطون هذه المسألة". وتتزايد المخاوف بشأن إستقرار أفغانستان مع تناقص الوجود العسكري للحلف الأطلسي، ووسط سقوط أعداد كبيرة من القتلى في صفوف الجنود والشرطة الأفغان في القتال ضد حركة "طالبان" هذا العام، وعقب سلسلة من هجمات "طالبان" الجريئة في كابول. وكان عدد جنود "الحلف الأطلسي" يبلغ 130 ألفاً في 2010 في أوج تدخل التحالف الدولي. ولكن سيبلغ عديد القوات المتبقية العام المقبل 12500 جندي. وستتولى قوة الحلف الأطلسي للدعم مهامها في 31 كانون الأول (ديسمبر)، وستتألف من 12500 جندي من الولاياتالمتحدة وألمانيا وإيطاليا.