تمنى سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان علي عواض عسيري على القادة اللبنانيين «الانكباب على حوار جدي ومعمق يؤدي الى التوصل الى حلول لكل المشكلات المتنازع عليها».وقال عسيري في كلمة لمناسبة العيد الوطني للمملكة: « لطالما احتل لبنان منزلة خاصة لدى المملكة العربية السعودية، فقلب المملكة ينبض مع لبنان وشعبه، وهي لا توفر أي جهد في سبيل ان يستعيد عافيته الكاملة». ونوه باقبال «السياح العرب عموماً والسياح السعوديين بشكل خاص، على الاصطياف في لبنان، وقال: «هو مؤشر للمرحلة المقبلة التي ستشهد ازدهاراً على مختلف الصعد، نتمنى معه على القادة اللبنانيين توفير المناخ السياسي الملائم لها عبر الانكباب على حوار جدي ومعمق يؤدي الى التوصل الى حلول لكل المشكلات المتنازع عليها». وأوضح عسيري أن «اليوم الوطني السعودي يحمل معاني سامية نتوقف عندها كل عام لنستخلص منها الدروس والعبر ولنستلهمها في إكمال المسيرة التي اختطها لبلادنا العزيزة قادتها الكبار. أول هذه المعاني أن العقيدة والأمن والنظام هي عماد الدولة ومصدر راحة المواطن، وثانيها الارتباط بأرض الوطن، وهي أغلى الغوالي، وثالثها أن التصميم والإرادة هما القاعدة الأصلب في بناء الدول». وأضاف: «وضع قادة المملكة نصب أعينهم خدمة القضايا العربية والإسلامية، وانطلقوا في ذلك من اعتبار ان هموم الأشقاء العرب واحدة وأن ما يصيب الفرد يصيب المجموع، والحمد لله لأنه وفقهم الى القيام بها على أكمل وجه، والشواهد على ما تقدمه المملكة من المساعدات وما تتخذه من المواقف اكثر من ان تحيط بها هذه الكلمة، ولكنها تؤكد على الدوام التزام المملكة قضايا أشقائها ونصرتهم بكل ما لديها من قدرات». وشدد عسيري ان «الدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لحوار الأديان والحضارات تعد فاتحة لمرحلة خيرة في مسيرة الإنسانية تقودها الثقة وتسودها الرغبة في خير الإنسان وتقريب وجهات النظر المختلفة والتعرف الى الآخر، فهي دعوة الى الانفتاح والتناصف والبعد عن الإنغلاق والتصادم وإلى بناء عالم أفضل يسوده التفاهم لا المواجهة». وأشار إلى أن «هذه الخطوة الحضارية الأبعاد ستسجلها الإنسانية بمداد من ذهب للملك عبد الله بن عبد العزيز الذي يثبت بمواقفه أنه قائد ذو رؤية انسانية شاملة». وقال عسيري: «لأن الشأن العربي من أولويات السعودية، يدأب خادم الحرمين الشريفين على لمّ شمل العرب وترتيب البيت العربي، والمبادرة التي أطلقها خلال قمة الكويت معبرة بدورها وتشكل رسالة أخوية الى كل القادة العرب بضرورة تجاوز الخلافات والسعي الى التلاقي وحل المشكلات من اجل مصلحة بلداننا العربية وشعوبها». إلى ذلك، أبلغ عسيري رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة في حضور وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري، بتخصيص ما تبقى من الهبة التي كانت تقدمت بها المملكة من أجل دعم المدرسة الرسمية في لبنان، لدفع الرسوم التي تتوجب على التلاميذ في مرحلة التعليم الأساسي. ووصف السنيورة هذه الخطوة بأنها «طيبة جداً تقوم بها المملكة تجاه اللبنانيين والشعب اللبناني والتلاميذ في المدارس الرسمية في هذه الآونة». وقال: «تأتي هذه المكرمة لتنضم إلى المكرمات الكبيرة التي تقدمت بها المملكة على مدى السنوات الماضية، حين تعرض لبنان للكثير من الإشكالات لا سيما ما نتج من الحرب الإسرائيلية ضده». وأشار إلى أن «المملكة تعهدت إعادة إعمار أكثر من 220 قرية وبلدة في الأراضي اللبنانية كافة وإعادة بناء 36 مبنى في الضاحية الجنوبية، وهذا يشمل عملياً قرابة 56 ألف وحدة سكنية تمت إعادة بنائها، إلى جانب ما تعهدت به ويجري العمل على تنفيذه من مشاريع في عدد من المدارس سيبدأ انشاؤها في الضاحية الجنوبية، وفي عدد من مشاريع البنى التحتية، إضافة الى دعم للأجهزة الأمنية والعسكرية في أكثر من مجال». ونفى السنيورة علمه بتحديد موعد رسمي لزيارة وزير الاعلام والثقافة السعودي عبدالعزيز خوجة للبنان وقال: «هذا الموضوع قرأته مثلكم في الصحف وبالتالي ليس بالضرورة أن يكون صحيحاً. الوزير خوجة مرحب به دائماً في لبنان وهو أخ وصديق وله أياد بيضاء في لبنان، أما بالنسبة للموعد فلم يتحدد رسمياً بعد». الحريري ونوهت الوزيرة الحريري بمشروع دعم المدرسة الرسمية من قبل المملكة. واوضحت «ان ما تبقى من مكرمات السنوات الثلاث سيغطي مرحلة التعليم الأساسي لهذا العام والذي يشمل 231 ألف طالب في مرحلتي التعليم الابتدائي والمتوسط ما عدا الثانوي. وبعد التشاور كان الرأي أن يتم إعفاء الطلاب في هذه المراحل من الرسوم المدرسية، وهذا يصب في إطار إلزامية التعليم الذي رفعناه حتى عمر ال15 سنة»، آملة بأن «تبقى المملكة على دعم كل طلاب لبنان لأن التعليم هو قضية أساسية وطنية ونحن سنظل حاملين لواءها وتكون في خدمة كل اللبنانيين».