اختتم مأمون فندي مقاله في «الشرق الأوسط» أمس عن خسارة العرب منصب المدير العام ل «يونيسكو» بالعبارة الآتية: «لكل ما ذكرت، أرجو أن تنتهي الكتابة عن صداع اليونيسكو، وعن الأممالمتحدة برمتها، لأننا لا نكتب كلاماً جاداً، فقط ندخل أهلنا في المنطقة في معارك وهمية لا ناقة لهم فيها ولا جمل». أقول لمأمون فندي، بالعكس، يجب ان تستمر الكتابة عن هزيمة العرب للمرة الثانية في معركة اليونيسكو، ولكن ليس على طريقة فاروق حسني وغازي القصيبي، وإرمِ وراء ظهرك، وإنما في الاتجاه الآخر، يجب أن تصبح الهزيمة مناسبة لمعاودة الحديث عن همومنا الثقافية والفكرية، يجب أن نستمر نكتب ونقول لأجيالنا الجديدة هزِمنا لأننا لا نستحق أن ننتصر، وليس لأن العالم يتآمر علينا. قبل مأمون فندي، كتب غازي القصيبي مقالاً في «الحياة» يرثي فيه خسارة «القائد الموهوب» فاروق حسني، ويعيد سيرة المؤامرة على العرب والمسلمين. بالمناسبة، صفة القائد الموهوب أطلقها غازي على فاروق، وهو تمنى في مقاله لو انه التقى فاروق حسني وجهاً لوجه قبل «المعركة» ليبلغه الدرسين الأساسيين اللذين استخلصهما من هزيمته، وقبل أن اكمل المقال، خطر على بالي أن غازي القصيبي سيقول لفاروق حسني الآتي: «يا أستاذ فاروق أتمنى عليك أن لا تعيد الخطأ الذي وقعت فيه قبلك، وأرجو أن تنسحب بصمت قبل أن يصيبك ويصيب بلدك وأمتك ما أصابني وبلدي وأمتي. لقد تحوّل ترشيحي للمنصب يا فاروق الى مناسبة مؤسفة وموجعة، وفتح بعض المثقفين الفرنسيين والأوروبيين ملفاتنا المسكوت عنها ونشروا غسيلنا الثقافي والفكري، وسوء تعاملنا مع قضايا الديموقراطية، والمرأة، وحرية النشر والتعبير والتفكير. في تلك الفترة العصيبة يا فاروق، صرنا فرجة للبشر، انفضحنا يا حسني واللي كان كان. عزيزي فاروق، أناشدك يا صديقي أن تستر علينا، وعلى رأي المثل غير المعروف «فضيحتين في الرأس توجع»، فنحن أمة انعم الله علينا بالستر، ودخولنا الى مسرح الثقافة العالمية ليس منه سوى المضرة والفضيحة، فأنت تعلم أن دول العالم لا يمكن ان تصوّت لمرشح آتٍ من دول تراقب المدونات، وتسحب الكتب، وتعين رؤساء تحرير الصحف، وتصادر حرية المثقفين والكتّاب وتعتقلهم وتزج بهم في السجون بسبب رواية أو مقال. يا فاروق، اتقِ الله في نفسك وأمتك، انسحب يا فاروق». لكن غازي تجاهل كل هذا وتحدث عن الخرافة.