استضاف ليل الأحد الماضي، قصر المؤتمرات في مراكش، أعمال المؤتمر الدولي السادس والعشرين للسكان برعاية صندوق الأممالمتحدة للسكان والمندوبية السامية للتخطيط في المغرب، ومشاركة ألفى خبير من 114 دولة، يناقشون مستقبل البشرية في ظل الزيادة الديموغرافية وتنامي الفوارق الاقتصادية والاجتماعية والهجرة اللازمة الاقتصادية العالمية والتغير المناخي واتجاه سكان العالم إلى مزيد من الشيخوخة وتحديات الرعاية الاجتماعية. وقال ملك المغرب محمد السادس في خطاب وجهه إلى المشاركين في المؤتمر: «إن العالم العربي بحكم موقعة الجغرافي وتباين أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية يمثل مرصداً مهماً للمراقبة والبحث في الديموغرافي وقضايا السكان، التي أصبحت في صلب الانشغالات العالمية». واعتبر الملك أن انخفاض معدل الإنجاب وارتفاع معدلات الحياة حققا تقدماً بشرياً كبيراً لكنه أفضى إلى تزايد الشيخوخة بآثارها السلبية الاقتصادية والاجتماعية، وظهور فئة من المسنين والمهمشين تعاني الهشاشة والعجز. ودعا ملك المغرب الدول العربية والأفريقية إلى تعزيز الروابط التقليدية للتكافل. وأشار إلى أن الأزمة العالمية باتت تهدد التقدم الذي أحرز في مجال التنمية البشرية التي يُعول عليها لمحاربة الفقر والتهميش وفقاً لأهداف الألفية للتنمية حتى 2015. كما أن التغيرات المناخية تثير مخاوف حقيقية في شأن اتساع رقعة الفقر عبر العالم وتُسهم في إحداث تغييرات سلبية تدريجية لجغرافية الإنتاج الزراعي، بما يهدد الأمن الغذائي، بخاصة في الدول التي تسجل معدلات مرتفعة للفقر، ومنها المنطقة العربية والأفريقية. وأثار محمد الخامس في خطابه، تجربة المغرب السكانية التي قال عنها، إنها ترتكز إلى استراتيجية شمولية وفق مقاربة تشاركية تعتمد الاستثمار في البنية التحتية والقطاعات المنتجة والتنمية البشرية، في ظل مناخ تسوده الليبرالية والانفتاح، من أجل توزيع افضل لثمار النمو وتحسين ظروف عيش السكان، والمساواة في الحقوق بين النساء والرجال. ويتدارس المؤتمر الدولي للسكان إلى غاية 2 تشرين الأول (أكتوبر) قضايا كثيرة منها، الصحة الإنجابية والنمو الديموغرافي والشيخوخة السكانية والأزمة الاقتصادية العالمية والتغيّر المناخي، والهجرة، على اعتبار أن المنطقة العربية من بين المصدرين والمستوردين الأساسيين للعمال الأجانب على المستوى الدولي (الثالثة عالمياً)، وبها تنهض التنمية الاقتصادية لدول الخليج. ويعتبر العمال الأجانب مصدراً مهماً للعملة الصعبة لدول أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.