في رسالة ثانية من تنظيم «القاعدة»، في محاولة لالتقاط أنفاسه بعد الضربات الموجعة التي ألحقتها به قوات الأمن السعودية، طالب التنظيم على لسان نائب زعيمه في «الجزيرة العربية» المطلوب أمنياً لدى السعودية واليمن سعيد الشهري، المواطنين بدعم مالي من كل من يطلع على الرسالة، التي زكَّى حاملها ووصفه بأنه من «الثقاة»، من خلال تسجيل مرئي يتم إرساله على الهاتف المحمول. وذكر نائب زعيم التنظيم الشهري في رسالته، التي عرضتها وسائل الإعلام أمس، أن المال هو «عصب الحياة والجهاد»، وقال: «إن ما يقوم به إخوانكم في أرض اليمن من جهاد مبارك ضد أعداء الدين والملة من اليهود والنصارى يحتاج إلى عصب الحياة وعصب الجهاد وهو المال»، وأضاف: «أخونا حامل هذه الرسالة هو من الثقاة لدينا». وأوضح محمد الشهري شقيق سعيد ل«الحياة»، أن شقيقه المطلوب أمنياً سبّب أزمة لأسرته باختياره البقاء وسط «تكفيريين»، وتخطيطه لأعمال إرهابية ضد وطنه، وقال محمد الشهري إن سعيداً ورط عدداً من أشقائه مع الجهات الأمنية، «إذ لا يزال عدد منهم موقوفين على ذمة التحقيق منذ سبعة أشهر»، مشيراً إلى أن أسرته لا تريد أن تعرف عنه طالما كانت نياته إرهابية. وعن اتصالات سعيد بالأسرة بعد انضمامه إلى «القاعدة»، قال محمد الشهري: «لم نتلق منه أي اتصال ولا من زوجته التي غرر بها»، وقال ل«الحياة» إنه يتمنى له الموت، «في حال لم يعد إلى صوابه». وظهر سعيد الشهري وكنيته «أبو سفيان الأزدي» في الرسالة يرافقه شخص من التكفيريين يعتقد أنه يمني الجنسية، يرتدي شماغاً من الصوف الكشميري، في ما عُدَّ دليلاً على أنه يوجد في المناطق الجبلية، كمحافظة صعدة التي تشهد طقساً بارداً وأمطاراً مستمرة، وتم التصوير من داخل سيارة. وكانت وزارة الداخلية السعودية ضبطت في آذار (مارس) 2008، رسالة «نصية» بصوت الرجل الثاني في زعامة «القاعدة» أيمن الظواهري حفظت في هاتف محمول تدعو لدعم «القاعدة» مادياً. يذكر أن المطلوب سعيد الشهري غادر إلى البحرين قبل ثمانية أعوام، ومنها إلى إيران ثم إلى أفغانستان، ونقل إلى معتقل غوانتانامو الأميركي في كوبا بعد القبض عليه، وأعيد إلى السعودية قبل نحو عامين، واختار بعد خضوعه ل«المناصحة» العودة إلى أحضان «الفئة الضالة». ووجهت اليه وزارة الداخلية تهمة التسلل إلى اليمن بطريقة غير مشروعة، والانضمام لصفوف «القاعدة» في اليمن بقيادة اليمني ناصر الوحيشي، واختياره نائباً له، وقيامه بإطلاق تهديدات مباشرة بالقيام بأعمال إرهابية وعمليات اغتيال لكبار المسؤولين ورجال الأمن في المملكة. ووجهت اليه هيئة التحقيق والادعاء العام السعودية تهمة مخالفة نظام أمن الحدود، وتهريب طفلين قاصرين هما ابنا زوجته وفاء الشهري التي رافقته، واتهمته بتعريض حياتيهما للخطر.