كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية أمس عن مخطط كبير لجمعية «عطيرت كوهانيم» الاستيطانية المتطرفة الناشطة في تهويد القدسالمحتلة، للاستيلاء على عدد آخر من البيوت والعقارات الفلسطينية في قلب البلدة القديمة في القدس لتوطين 22 عائلة يهودية جديدة. كما شملت الكراسة مخططات توسعية للاستيطان في القرى والأحياء الفلسطينية المحيطة بالبلدة القديمة من كل جهاتها. وقالت إنه في حال نجاح المخطط، فإن عدد المستوطنين في البلدة القديمة، باستثناء مستوطني الحي اليهودي، سيبلغ ألف مستوطن. ونقلت الصحيفة عن كراسة وزعتها الجمعية الاستيطانية للمتبرعين من خارج إسرائيل، لها ولغيرها من الجمعيات الاستيطانية، ان الجمعية «وضعت عينها» على ستة بيوت فلسطينية كبيرة في أماكن مختلفة في الحي الإسلامي، وتعتزم شراءها مقابل أكثر من 12 مليون دولار. وجاء في كلمة الجمعية للمتبرعين لها: «قلب القدس ينادينا ... ستة منازل وعقارات مسجلة في الطابو معروضة للبيع الآن، ما يمنحنا فرصة توسيع الطائفة اليهودية في قلب القدس القديمة ب 22 عائلة يهودية، ما سيرفع عدد اليهود إلى ألف». وأضافت: «في الوقت الذي يتآمرون في الأممالمتحدة ودول من جميع أنحاء العالم لأخذ القدس والأماكن المقدسة بالقوة من أيدي اليهود، فإن من شأن وجود يهودي مستقر وقوي داخل البلدة القديمة أن يكون حيوياً لقدرتنا كأمة على الحفاظ والسيطرة على المركز الروحاني... نحن وأنت قادرون على تحقيق ذلك». واعتبر رئيس «عطيرت كوهانيم» دان ميسر أن «نشاط الجمعية هو جزء من العملية الطبيعية المتمثلة بعودة شعب إسرائيل إلى بيته وإلى المكان الذي تم طرده منه ... وهذا هو الأمر الإلهي وأقوال الأنبياء ... ولا توجد هنا توجهات سياسية إذ أن بناء القدس هو الهوية الوطنية لهذا الشعب». ويتبين من المخطط أن الجمعية تعتزم شراء بيت في باب الزاهرة ليكون في المستقبل جزءاً من حي يهودي في الحي الإسلامي. وبحسب المخطط، سترتع في الحي 21 عائلة من المستوطنين وسيقام كنيس وروضة أطفال. وأضافت الكراسة أن «عطيرت كوهانيم» تخطط لتوسيع البؤرة الاستيطانية «كيدمات تسيون» في حي رأس العامود بإقامة 300 شقة سكنية جديدة في المرحلة الأولى. ونقلت «هآرتس» عن عضو بلدية القدس الإسرائيلية الدكتور مئير مرغليت الذي كشف عن الكراسة تأكيده أن غاية الجمعية الاستيطانية هي تهويد البلدة القديمة. وقال إن «الهدف المعلن للجمعية الأكثر تطرفاً ونشاطاً لتهويد القدسالشرقية هو الدخول إلى المناطق التي لا يوجد فيها يهود ومنع أي احتمال لتقسيم المدينة». وأضاف أن أجندة ناشطي الجمعية الاستيطانية «المسيحانية والقومية المتطرفة» تعرقل أي احتمال للتعايش في هذه المدينة. وزاد أن الجمعية تستغل الأزمة الاقتصادية التي يعانيها فلسطينيو القدس «الذين لا يصمدون أحياناً أمام إغراءات جمعيات المستوطنين التي تدفع مبالغ كبيرة مقابل بيوتهم».