قتل ثمانية عسكريين يمنيين على الأقل وجرح آخرون، في مواجهات أمس مع مسلحين تابعين ل «الحراك الجنوبي» في محافظة الضالع الجنوبية. وتمكن المسلحون من خطف 17 جندياً بعد هجوم مباغت على موقع للجيش، كما اغتال مجهولون ضابطاً في محافظة مأرب في سياق العمليات التي تستهدف عناصر الأمن والاستخبارات. وأكد الرئيس عبدربه منصور هادي أن بلاده خرجت من أزماتها المتراكمة وأن نظام الأقاليم سيحقق نجاحاً باهراً. وأكدت مصادر محلية وعسكرية ل «الحياة»، أن مسلحين تابعين للجناح المتشدد في «الحراك الجنوبي» هاجموا أمس شاحنة للجيش تحمل مواد غذائية وأحرقوها، كما دمروا مدرعة كانت برفقتها، في حين هاجمت مجموعة أخرى موقعاً للجيش في منطقة سناح وخطفت 17 جندياً. وقالت المصادر إن «قوات الجيش اشتبكت مع المسلحين واستحدثت نقاط تفتيش عند مداخل مدينة الضالع، وإن المواجهات أسفرت عن قتل ضابط وسبعة جنود وإصابة 10 آخرين، في مقابل سقوط أربعة من المسلحين الذين يتحصنون في الجبال المحيطة بمواقع الجيش ويطالبون بإخراج المعسكرات من المحافظة». واعترفت وزارة الدفاع على موقعها الإلكتروني بالمواجهات مع من وصفتهم ب «العناصر التخريبية»، مؤكدةً أن قوات الجيش تخوض عمليات مستمرة لملاحقتهم. وقالت «إن عناصر تخريبية أطلقت الرصاص على ناقلة تحمل مواد غذائية للواء 33 مدرع وأحرقتها مع عربة مدرعة كانت ترافقها، ما أدى إلى حدوث اشتباكات بين المسلحين وجنود من اللواء 33 أسفرت عن استشهاد ضابط وستة جنود وإصابة 9، كما تم اختطاف 14 جندياً في منطقة سناح». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ)عن مصدر عسكري مسؤول في المنطقة العسكرية الرابعة قوله إن «جماعات تخريبية خارجة عن النظام والقانون نصبت صباحاً كميناً لعدد من أفراد اللواء 33 مدرع وضباطه خلال عودتهم من الإجازات لممارسة مهامهم في وحدات اللواء». وأضاف المصدر: «وخلال الاشتباك مع المخربين في المنطقة المسماة بمفرق الضالع الشعيب استشهد خمسة أفراد وضابط فيما سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الخارجين على القانون». وقال المصدر «كما احتجز المخربون 12 فرداً من منتسبي اللواء ونقلوهم إلى مكان مجهول، في حين تمكنت الحماية الأمنية من القبض على 21 شخصاً وجريحين من المخربين والاستيلاء على مدفع هاون وست قاذفات (آر بي جي) وكمية من الأسلحة الخفيفة التي كانت بحوزة المخربين». ودعا المصدر العسكري الأهالي والزعماء العشائر في محافظة الضالع إلى «نبذ الأعمال التخريبية للعناصر الخارجة عن القانون والوقوف إلى جانب حماة الأمن والاستقرار». وتشهد هذه المحافظة الجنوبية ذات التركيبة القبلية والتضاريس الوعرة تصاعداً مستمراً للعنف وينشط فيها مسلحون تابعون ل «الحراك الجنوبي» المتشدد المطالب بانفصال الجنوب عن شمال اليمن. وأكد مصدر أمني ل «الحياة» اغتيال ضابط في محافظة مأرب يعمل في مصلحة الأحوال المدنية برصاص مجهولين كانا يستقلان دراجة نارية، وقال المصدر «إن منفذي العملية لاذا بالفرار ويرجح أنهم من عناصر تنظيم القاعدة». وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أكد في خطاب له أمام قوات الاحتياط في صنعاء أمس، أن «اليمن خرج من الأزمات المتراكمة وخرج بوثيقة الحوار الوطني الشامل التي ستمثل منظومة حكم جديدة على أساس الحكم الرشيد والمشاركة الواسعة في المسؤولية والسلطة والثروة». وقال هادي إن «الأقاليم في النظام الاتحادي ستنجح نجاحا باهراً وستطوي صفحة الماضي إلى الأبد»، في وقت تزداد المخاوف محلياً من أن تؤدي «أقلمة اليمن» إلى تفتيت وحدة البلاد وإدخالها في صراعات مستقبلية في ظل شح الموارد الاقتصادية وضعف الدولة المركزية التي تواجه تحديات أمنية واقتصادية جمة، أبرزها خطر»القاعدة» في الجنوب والصراع الطائفي في الشمال.