سلّم ثلاثة من القادة المؤسسين للحركة المطالبة بالديموقراطية في هونغ كونغ، أنفسهم للشرطة التي أخلت سبيلهم، بعد دعوتهم الى انهاء التظاهرات وتغيير مسارها، لكن الطلاب تعهدوا متابعة الاحتجاجات. وواكب عشرات يحملون مظلات صفراء، رمز الحركة المطالبة بالديموقراطية، بيني تاي، أستاذ القانون في جامعة هونغ كونغ وزعيم حركة «أوكوباي سنترال» التي أشعلت الاحتجاجات، واثنين من مؤسسي الحركة، هما تشان كين مان، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الصينية، والقس تشو يو مينغ، حتى دخلوا مفوضية الشرطة لتسليم انفسهم لاتهامهم ب «المشاركة في اجتماع غير مرخص». لكن الثلاثة غادروا المفوضية سريعاً، ولم تصدر مذكرة توقيف في حقهم، علماً أن الحكومة المحلية والسلطات الصينية تعتبر الاحتجاجات «غير شرعية». وقال تاي: «لم نُعتقل، سُمح لنا بالمغادرة ونتمتع بكامل حريتنا. أعتقد بأن الأمر لن ينهي القضية، قد نُعتقل لاحقاً ونُلاحق لاتهامنا بارتكاب مخالفات أشد خطورة». واستسلم للشرطة أيضاً الكاردينال الذائع الصيت جوزف زين (82 سنة)، الرئيس السابق للكنيسة الكاثوليكية في هونغ كونغ الذي يحتقر الحزب الشيوعي الصيني. ووقف عشرات من الناشطين صفاً طويلاً امام مفوضية الشرطة، ليحذوا حذوه. وكان بيني تاي أشاد بشجاعة المتظاهرين الذين يحتلون وسط الاقليم، مستدركاً ان «الشرطة خارجة عن السيطرة، وآن الأوان للمتظاهرين ان يغادروا هذه الاماكن الخطرة». واعتبر أن «الاستسلام ليس عملاً جباناً ولا فشلاً، بل هو شجاعة الوفاء بالوعد وإدانة صامتة لحكومة مجردة من العطف». وحض الطلاب على «الانسحاب وإرساء جذور عميقة في المجتمع وتغيير الحراك». لكن الطلاب تعهدوا البقاء في مواقع الاحتجاج وسط المدينة، اذ تجمّع مئات في موقع الاحتجاج الرئيس في حي أدميرالتي قرب مقرّ الحكومة، لإرغامها على تلبية مطلبهم تنظيم انتخابات حرة تماماً على رئاسة هونغ كونغ عام 2017. وقال الطالب لورين لام: «أعتقد بأن إعلان (قادة «أوكوباي سنترال») هراء تماماً، اذ عانينا كثيراً وأعتقد أننا يجب ألا نحزم أمتعتنا ونغادر الآن».