انقسم المتظاهرون المطالبون بالديموقراطية في هونغ كونغ أمس، بعدما وافق بعضهم على الانسحاب وإزالة حواجز، استجابة لإنذار وجّهته الحكومة بإخلاء الطرق المؤدية إلى مقرّ الحكومة اليوم. لكن آخرين رفضوا التراجع، فيما تحدث زعيم أبرز اتحاد طالبي عن «هدوء ما قبل العاصفة». وانسحب متظاهرون من أمام مقر الحكومة وسط المدينة، فيما ساعدتهم الشرطة في إزالة حواجز. لكن حوالى 300 محتج بقوا خارج المقرّ، وبدا أنهم لا يعتزمون مغادرة المكان. وبكى عشرات المتظاهرين في حي مونغ كوك التجاري، بعدما حضتهم حركة «أوكوباي سنترال» على الانتقال إلى الموقع الرئيس للاحتجاجات في أدميرالتي، حي الوزارات، إذ قال زعيم الحركة بيني تاي أمام آلاف المحتجين: «هدفنا رئيس السلطة التنفيذية فقط، لا مسؤولي الحكومة». لكن «أوكوباي سنترال» أعلنت إعادة احتلال شارع لانغ وو رود الذي أُخلي لفترة وجيزة. وفي مونغ كوك حيث استخدمت الشرطة رذاذ فلفل وهراوات في اشتباكات مع متظاهرين أمس، قالت الناشطة تانغ سين تونغ: «نريد من الجميع المغادرة، إذ لا نرغب في مواجهات دموية إضافية. سنعود مجدداً إذا لم تستجب الحكومة» دعوات إلى حوار مباشر. لكن طلاباً هتفوا «سنعود ونقاتل حتى النهاية. مونغ كونغ، لا تراجع». وقال طالب: «أنا باقٍ هنا». وصرّح آخر: «لا أعرف ما هي الخطوة المقبلة، ولكنني لن أتراجع، والناس هنا لن يتراجعوا». ودعا أليكس تشو، زعيم «اتحاد طلاب هونغ كونغ»، إلى «الحذر في الأيام المقبلة»، مضيفاً: «في مواجهة العنف، يجب أن نبقى صامدين وشجعاناً. هذا ليس سوى هدوء ما قبل العاصفة، لكن وقوف شعب هونغ كونغ معنا يثبت قوتنا». وكان رئيس السلطة التنفيذية في هونغ كونغ ليونغ شون - يينغ أعلن أن «الحكومة والشرطة عازمتان على اتخاذ كل التدابير الضرورية لاستعادة النظام الاجتماعي، بحيث تستعيد الحكومة وسبعة ملايين شخص في هونغ كونغ، عملهم وحياتهم في شكل عادي»، ما يتيح إعادة فتح المدارس والشركات. وأشار إلى ضرورة إخلاء الطرق المؤدية إلى مقرّ الحكومة اليوم، «لكي يتسنى لثلاثة آلاف موظف حكومي العمل في شكل طبيعي وخدمة المواطنين»، محذراً من أن «الوضع قد يخرج عن السيطرة، مسبباً عواقب وخيمة على الأمن والنظام العامَين». ورأى ناطق باسم الشرطة أن قواته «تواجه تحدياً يُعتبر سابقة»، وزاد: «أؤكد لشعب هونغ كونغ أن لدى الشرطة قدرة كاملة وثقة في معالجة كل ما يجري (في الإقليم). ونحن عازمون على اتخاذ كل التدابير اللازمة لتطبيق النظام». أما وزير المال جون تسانغ فنبّه إلى أن هونغ كونغ تمرّ في وقت حرج، لافتاً إلى «اهتزاز أسسها المالية وقيمها الأساسية». واتهمت صحيفة «الشعب» الرسمية الصينية حركة «أوكوباي سنترال» ب «تأجيج الخلافات الاجتماعية وتقويض قواعد التفاهم بين مجموعات المجتمع» في هونغ كونغ، محذرة من أن الأمر «يؤدي إلى مناخ خطر من الكراهية». وكان لافتاً أن «إذاعة الصين الدولية» الرسمية بثّت تقريراً مطولاً عن الانتفاضات الأخيرة في العالم، وَرَدَ فيه: «الربيع العربي لم يصل إطلاقاً وما وصل هو الشتاء العربي. إن دولاً، بينها مصر وتايلاند وليبيا وأوكرانيا، غارقة في فوضى داخلية بسبب الانقسامات بين المجموعات العرقية، وهي حتى في حرب».