اعتقلت السلطات في دول عربية وآسيوية وأوروبية عشرات المتهمين بالتخطيط للانضمام إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ما يشير إلى أنه ما زال قادراً على جذب المقاتلين، وحتى النساء، من مختلف دول العالم، على رغم الجهود المختلفة لمواجهته، والتي تنوعت بين الحرب الإلكترونية والعسكرية والاقتصادية التي يشنها التحالف الدولي، بالإضافة إلى القوانين الرادعة التي أقرها بعض الدول في إطار تجريم الانتساب أو دعم أو الترويج ل"داعش" بأي وسيلة. وفي أوروبا، وجهت الشرطة البريطانية اليوم الأربعاء اتهاماً لرجلين بمساعدة فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً على السفر والانضمام إلى الصراع المشتعل في سورية. وذكرت شرطة "ساوث ويلز" في بيان لها أنه تم اتهام الرجلين بموجب قانون الإرهاب. ولم تقدم الشرطة مزيداً من التفاصيل. وكانت شرطة مكافحة الإرهاب اعتقلت يوم الأحد الماضي عدداً من المتهمين في دوفر، بينما كانوا يحاولون الهرب إلى سورية مختبئين في شاحنة، للانضمام إلى تنظيم "داعش". وعثر على 14 شخصاً في الشاحنة، وتم اعتقال رجلين للاشتباه بهما بالإعداد لارتكاب جرائم إرهابية، بينما اعتقلت امرأة (37 عاماً) بتهمة تهريب أشخاص. وألقت الشرطة الإثنين القبض على رجلين في شرق لندن بتهم مماثلة. وقال ناطق باسم شرطة سكوتلانديارد إن "هذه العملية ليست رداً على أي تهديد فوري، والتحقيقات مستمرة". ويذكر أنه منذ شهر نيسان (أبريل) عام 2010، اعتقلت السلطات البريطانية 753 شخصاً للاشتباه بضلوعهم في قضايا "إرهابية"، وُجِّه ل212 شخصاً منهم اتهامات. ورفعت بريطانيا في الصيف الماضي مستوى التهديد الذي يواجهها من "كبير" إلى "خطير" في أعقاب تطورات النزاع في سورية والعراق. نساء بريطانيات مع "داعش" وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "دايلي مايل" البريطانية، أنه يُشتبه بتشغيل نساء بريطانيات بيوت دعارة لمقاتلي "الدولة الإسلامية" في سورية. وهم من بين عشرات النساء الأوروبيات اللواتي توافدن إلى "داعش". وقد حدد خبراء يراقبون المنطقة التي ينعدم فيها القانون، وجود 11 امرأة على الأقل مرتبطات بالمقاتلين في الخطوط الأمامية. وقال ميلاني سميث من المركز الملكي لدراسة التطرف، إن هناك "مئات" من الفتيات من جميع أنحاء أوروبا يرغبن بالسفر إلى سورية. هولندا وفي هولندا، أصدرت محكمة لاهاي حكماً بالسجن 3 أعوام على شخص بتهمة القتال لصالح إحدى المجموعات المسلحة في سورية، وتجنيد أشخاص في هولندا وإرسالهم إلى سورية. وبرأت المحكمة زوجة الشاب الذي يبلغ من العمر 20 عاماً، لعدم توافر أدلة على مشاركتها زوجها في أعمال "إرهابية". وأفاد الشاب في دفاعه، بأنه ذهب وزوجته إلى سوريا من أجل تقديم مساعدات إنسانية للنازحين من الاشتباكات الجارية بين المجموعات المسلحة وقوات النظام السوري. ومن المنتظر أن تمثل قضية هذا الشاب للمحكمة مثالاً للهولنديين الذين يتوجهون إلى سورية والعراق للمشاركة في الاشتباكات مع المجموعات المسلحة والعودة مرة أخرى إلى هولندا. دول أخرى أعلنت النيابة في طاجيكستان اعتقال "خمسين شاباً إسلامياً كانوا مجندين للحرب في سورية"، موضحةً أنّ هؤلاء الإسلاميين المفترضين الذين تتفاوت أعمارهم بين 20 و30 سنة ينتمون إلى جماعة "أنصار الله" المتفرعة من "الحركة الإسلامية" في أوزبكستان وتركمانستان الشرقية. وفي الأردن، أصدرت محكمة أمن الدولة الأربعاء، حكماً بالسجن لثلاث سنوات بحق أردني أدين بالترويج ل"تنظيم الدولة الإسلامية" إلكترونياً. وكان تقرير للأمم المتحدة أفاد منذ أشهر، بأن حوالى 15 ألف أجنبي من 80 بلداً توجهوا إلى سورية والعراق خلال السنوات الماضية للقتال في صفوف تنظيمات مثل "الدولة الإسلامية". وأشار تقرير نشرته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية منذ أيام، نقلاً عن لجنة مراقبة نشاط "القاعدة" التابعة لمجلس الأمن الدولي، إلى فعالية وسائل التجنيد "الموجهة للجميع" التي يلجأ اليها تنظيم "داعش"، مستفيداً من شبكات التواصل الاجتماعي في حين أن المنشورات العقائدية ل"القاعدة" لم تعد تجذب المقاتلين.