زار وزير الخارجية الأميركي جون كيري في جاكرتا أمس، أضخم مسجد في جنوب شرقي آسيا، وقرع على طبل كبير يُستخدم للنداء للصلاة. ومسجد «الاستقلال» يتّسع ل130 ألف مصلٍّ، وكان الرئيس الإندونيسي السابق سوكارنو أمر ببنائه عام 1961، واستغرق تشييده 17 سنة، علماً أن الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أمضى قسماً من طفولته في جاكرتا، زار المسجد أيضاً خلال زيارته إندونيسيا عام 2010. كيري الذي خلع حذاءه قبل دخوله المسجد، أمضى فيه 20 دقيقة حيث تحدث مع نساء أثناء حضورهنّ دروساً دينية. وبعد جولة في المسجد بصحبة الإمام الأكبر الشيخ الحج علي مصطفى يعقوب، استخدم كيري هراوة لقرع أحد الطبول العملاقة المعلّقة في المسجد، فيما كان الإمام يشرح أن الطبول كانت تُستخدم للدعوة إلى الصلاة. ووصف كيري المسجد بأنه «مكان مميز»، وقال لصحافيين: «أشعر بامتنان كبير لسماح الإمام الأكبر لي بزيارة المسجد». وكتب في الكتاب الذهبي للمسجد: «شرف كبير لي أن أزور مكان العبادة الرائع. هذا الفضاء والضوء الرائعان والقبة المدهشة، هي الطريقة المثالية للترحيب بالمصلين». وأضاف: «كلنا مرتبطون بإله واحد، وعقيدتنا الإبراهيمية تربطنا معاً في حبنا للآخرين وعبادة إله واحد. السلام عليكم». وكان مقرراً أن يلتقي كيري الرئيس سويسيلو بامبانغ يوهدويونو اليوم، لكن مسؤولاً في الخارجية الأميركية قال إن اللقاء أُلغي بسبب «التزامات الرئيس المتعلقة بتأثير بركان» جبل كيلود الثائر في جاوا الشرقية. وألقى كيري كلمة حول الاحتباس الحراري، أمام طلاب الزراعة والطاقة والبحرية الإندونيسيين، داعياً إلى بذل مزيد من الجهود لمكافحة تغيّر المناخ الذي اعتبره «أضخم سلاح دمار شامل في العالم». وشبّه الاحتباس الحراري بتهديدات أخرى، مثل الإرهاب أو الأسلحة النووية، مضيفاً: «ليس مبالغة أن أقول إن طريقة حياتكم التي تعيشونها وتعشقونها، مهددة بأكملها. علينا مواجهة هذا التحدي معاً».