توالت امس المواقف الدولية المهنئة بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة والداعمة للبنان. وتلقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان عدداً من الاتصالات المهنئة أبرزها من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي أبدى استعداد المنظمة الدولية لمساعدة الحكومة. وأكد سليمان «أهمية وضع خلاصات المجموعة الدولية لدعم لبنان التي انعقدت في نيويورك موضع التنفيذ وتأمين الدعم للاجتماعات التي ستعقد في كل من فرنسا وايطاليا لتنفيذ هذه الخلاصات، وتأمين الغطاء الدولي لتمكين الجيش من الحصول على حاجاته من الاسلحة من الهبة السعودية من دون عوائق او قيود وذلك لتمكينه من الدفاع عن لبنان وضبط الوضع الداخلي وحفظ السلم الاهلي والتصدي للارهاب». وتلقى سليمان اتصالي تهنئة من بطريرك الروم الارثوذكس يوحنا اليازجي ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان. ورحب مجلس الأمن بتشكيل الحكومة، معتبراً ان ذلك «يمكنها من التصدي للعديد من التحديات السياسية والامنية والانسانية والتنموية التي تواجه البلاد». وناشد في بيان الشعب اللبناني «التمسك بالوحدة الوطنية في وجه محاولات زعزعة استقرار لبنان»، داعياً «جميع الاحزاب اللبنانية الى احترام السياسة التي تبناها لبنان بعدم التدخل في الأزمة في سورية». وأعلنت رئيسة المجلس ريموندا مورموكيت أن «اعضاء مجلس الأمن يتطلعون الى مساهمات بناءة لهذه الحكومة الجديدة مع المجتمع الدولي لا سيما مجموعة الدعم الدولية للبنان». وشددت على «أهمية تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 المتعلق بإنهاء الحرب بين اسرائيل وحزب الله في عام 2006، وكذلك القرارات الأخرى ذات العلاقة من اجل ضمان استقرار لبنان». وأكدت «حاجة الحكومة اللبنانية لدعم الديموقراطية التي طالما انتهجها لبنان، وعلى وجه الخصوص دعم الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في اطار دستوري». ورحب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بتشكيل الحكومة، مشيراً إلى أن «واشنطن أكدت ان الشعب اللبناني يستحق حكومة تستجيب لحاجاته وترعى مصالحه». واعتبر الاعلان عن الحكومة الجديدة «خطوة اولى مهمة لمعالجة الوضع السياسي المضطرب الذي اعاق لبنان في السنوات الاخيرة»، مطالباً اياها في حال حصولها على ثقة المجلس النيابي «بمواجهة الحاجات الامنية والسياسية والاقتصادية وسط تزايد الارهاب والعنف الطائفي الذي يشهده البلد». وأكد ان على الحكومة «تلبية حاجات المناطق اللبنانية التي تستقبل اللاجئين القادمين من سورية وتعزيز المؤسسات الوطنية والتصدي للفكر المتطرف ومضاعفة الجهود لمكافحة الارهاب والتشجيع على النمو الاقتصادي». كما اكد كيري «التزام الولاياتالمتحدة القوي ازاء سيادة وامن واستقرار لبنان». وفي بيان أصدرته السفارة الاميركية في بيروت قالت: «لطالما قلنا ان شعب لبنان يستحق حكومة تتجاوب مع متطلباته وتحمي مصالحه. ونعتبر إعلان اليوم خطوة أولى مهمة للتعامل مع القلق السياسي الذي عرقل لبنان في السنوات الاخيرة. وفي خضم الارهاب المتزايد والعنف الطائفي، نتطلع للحكومة الجديدة، في حال نالت الثقة من المجلس لتعالج الحاجات الأمنية والسياسية والاقتصادية». وأضافت: «التحديات التي تنتظر لبنان تتضمن مواجهة حاجات المجتمعات اللبنانية التي تستضيف اللاجئين السوريين، دعم المؤسسات الوطنية، مكافحة الايديولوجيات المتطرفة ومضاعفة الجهود لمكافحة الارهاب، تشجيع النمو الاقتصادي، وإجراء انتخابات رئاسية ونيابية بطريقة ديموقراطية وفي موعدها بما يتوافق مع الدستور اللبناني». وتابعت: «الولاياتالمتحدة تجدد التزامها سيادة لبنان وأمنه واستقراره، وسنكمل دعمنا للجيش وقوى الامن الداخلي، وهي القوات الشرعية الوحيدة في لبنان. نتطلع الى الحكومة لمتابعة دعمها لهذه المؤسسات والقيام بكل ما باستطاعتها لتضمن امتثال جميع الاطراف لتعهدات والتزامات لبنان، بما فيها قرارات مجلس الامن الدولية 1559 و1701. على الجميع احترام الطائف وإعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس عن الصراع السوري وغيرها من الصراعات الاجنبية. هذه السياسة أفضل ضمانة لاستقرار وأمن لبنان». وأكدت ان «الولاياتالمتحدة تتطلع للعمل البناء مع الحكومة الجديدة». وهنأت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، رئيس مجلس الوزراء تمام سلام على «تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، بعد مفاوضات صعبة، ونتيجة التزام قوي أبداه رئيس الجمهورية ميشال سليمان». ورحبت «بشدة بتشكيل الحكومة، وهي خطوة رئيسية في جهود لبنان لمواجهة التحديات الاستثنائية الأمنية والاقتصادية والسياسية بفاعلية، لا سيما التدفق غير المسبوق للاجئين». وأعربت في بيانها عن ثقتها ب «أن الحكومة الجديدة ستجدد ممارسة سلطتها ممارسة قوية ومبادرة في جميع القطاعات، والحفاظ على السلام والأمن في لبنان، بما في ذلك إعادة تأكيد سياسة النأي بالنفس عن الأزمة السورية، والحفاظ على روحية إعلان بعبدا وثقافة الحوار، والامتثال للموجبات الدولية، وضمان استمرارية المؤسسات اللبنانية عبر الإعداد لانتخابات هذه السنة وإجرائها بحسب الدستور». وقالت: «سوف يستمر الاتحاد الأوروبي في المساهمة في تلبية الحاجات المتزايدة للبنان في وجه التحديات الحالية، بالإضافة إلى دعم تنفيذ برنامجه الإصلاحي. والاتحاد الأوروبي ثابت في التزامه وحدة لبنان واستقراره واستقلاله وسيادته ووحدة أراضيه». وأشادت اشتون برئيس مجلس الوزراء السابق نجيب ميقاتي ووزرائه، متطلعة إلى «تعاون مكثف ومثمر مع الرئيس سلام وحكومته».