أعلنت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين آشتون، تشجيعها «تشكيل حكومة ممثلة ومبنية على العدالة والاستقرار على ان تتعهد الحفاظ على التزامات لبنان الدولية وتطبيق كل قرارات مجلس الامن وخصوصاً المتعلق بالمحكمة الدولية». وشددت على التزام الاتحاد الاوروبي «دعم لبنان والحفاظ على استقراره». جالت اشتون أمس على رؤساء الجمهورية ميشال سليمان، والمجلس النيابي نبيه بري، والمكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي وغادرت بعد الظهر متوجهة الى العاصمة الاردنية عمان، بعد زيارة قصيرة لبيروت استمرت ساعات عدة. وكانت اشتون زارت سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا على رأس وفد، وتم خلال اللقاء عرض الوضع في المنطقة والاوضاع الراهنة في لبنان على ابواب تشكيل حكومة جديدة. ونقلت أشتون بحسب بيان للمكتب الاعلامي الرئاسي «استمرار دعم الاتحاد الاوروبي للبنان في شتى المجالات والاستعداد الدائم للتعاون وأهمية انجاز تشكيل الحكومة الجديدة»، منوهة بالدور الذي يقوم به رئيس الجمهورية من «زاوية تجاوز الصعوبات والتوفيق بين الافرقاء للحفاظ على الوحدة الوطنية». وزارت اشتون مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ترافقها سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان انجيلينا ايخهورست والتقت بري في حضور النائب علي بزي والمستشار الإعلامي علي حمدان. وجرى عرض للتطورات والأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة. وشددت أشتون على أهمية «الإسراع في تشكيل الحكومة اللبنانية والإنطلاق نحو مرحلة جديدة واعدة لجهة دعم الإستثمار في لبنان وتعزيز ازدهاره». وشددت على «دور البرلمان في المرحلة المقبلة». وأكد بري على «عراقة لبنان في ممارسة الديموقراطية وتداول السلطة»، مشدداً على «دور البرلمان اللبناني في هذا المجال». وطالب بري أشتون «بمؤازرة الإتحاد الأوروبي ودعم لبنان في طلبه من الأمين العام للأمم المتحدة العمل على ترسيم الحدود البحرية تمهيداً لاستثمار ثروته النفطية». وكانت اشتون التقت، قبل ظهر امس في فردان الرئيس ميقاتي الذي اكد «حرص لبنان على تمتين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة، وعلى السعي لتشكيل حكومة وفاقية جامعة لكل اللبنانيين». وشدد «على احترام لبنان القرارات الدولية لا سيما منها القرار 1701 وحرصه على الأمن في جنوب لبنان وعلى القوات الدولية». كذلك أكد ميقاتي «الحرص على تحقيق العدالة والاستقرار في لبنان»، متمنياً «على دول الاتحاد الأوروبي أن يكون الحكم على الواقع في لبنان من خلال مواقف وأداء الحكومة المزمع تشكيلها وليس وفق قناعات مسبقة لا تمت الى الواقع بصلة». وقبل مغادرتها المطار، تلت اشتون امام الصحافيين بياناً مكتوباً جاء فيه: «أنا مسرورة بعودتي الى بيروت في هذه اللحظة الحاسمة من الحياة السياسية في لبنان. لقد تشرفت هذا الصباح بلقاء المسؤولين والذين يؤدون جميعهم دوراً حيوياً في تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة. وقد جرت الاجتماعات في جو بناء وفي اطار الاحترام الكامل لمواقف جميع الاطراف». وأضافت: «لقد جئت الى لبنان في هذه اللحظة الحاسمة لمناقشة مسائل ذات اهتمام مشترك ولأستمع شخصياً الى تقويم نظرائي للوضع الحالي في لبنان والمنطقة». وزادت: «اشجع جميع القادة السياسيين على تسهيل تشكيل حكومة تمثيلية في روحية من التوافق، قائمة على العدالة والاستقرار والديموقراطية العميقة التي يجب تعزيزها بما يصب في مصلحة الشعب اللبناني. وعلاوة على ذلك، فإنني اشجعهم على ضمان التزام لبنان احترام دستوره وموجباته الدولية فجميع قرارات مجلس الامن الدولي مهمة ويجب احترامها، بما فيها ما يرتبط بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان». ولفتت اشتون الى ان الاتحاد الاوروبي يتطلع الى «برنامج حكومي يأخذ في اعتباره هذه العناصر ويدفع قدماً ببرنامج الاصلاح في لبنان». وأكدت ان الاتحاد الاوروبي «جاهز لمساعدة لبنان على هذا المسار وجددت دعم الاتحاد الكامل للبنان سيد ومستقل وديموقراطي ويعمه السلام والاستقرار».