انتشرت ظاهرة «الكدش»، وظاهرة الملابس الغريبة التي يعف اللسان عن ذكرها، فما أن تسير في مجمع تجاري، أو عندما تكون في أحد المستشفيات، أو عندما تتجول في احد شوارع الرياض، حتى تتفاجأ بهؤلاء الشباب أمامك، حتى تظن حين تراهم بأنك انسان غريب عن الزمان والمكان. في الحقيقة لا ندري هل وصل الحد بهؤلاء الشباب، هداهم الله، الى رفع شعار خالف تُعرف؟ هل أصبحت مخالفة المجتمع في اللباس وقصة الشعر أقرب الطرق الى الشهرة بحسب تفكيرهم؟ أتمنى ان أكون مخطئاً في تفسيري للأمر! ويبقى السؤال مهما اختلفت التفسيرات: لماذا يعمد بعض شبابنا الى محاولة الانسلاخ من مجتمعهم المحافظ بهذه الطريقة الغريبة؟ ملابس غريبة لها مسميات غريب أخجل من نطقها! وقصات شعر أقرب الى تحويل الانسان الى مسخ او انسان بدائي متوحش، كل ذلك يحدث في مجتمعنا المحافظ، مع الأسف. ما يثير الاستغراب أن بعض شبابنا أصبحوا في سباق مع شقيقاتهم، ومع النساء بشكل عام، فمن المعلوم ان النساء يحرصن أشد الحرص على تتبع كل ما هو جديد في الازياء وقصات الشعر والمكياج وعمليات التجميل، ليزدادوا بها جمالاً وأناقة، أما الشباب فإنهم يلاحقون الموضوات الغربية التي لا تناسبهم ولا تناسب مجتمعاتنا ما يزيدهم قبحاً وسوء منظر، ويا ليتهم يحرصون على متابعة التقدم العلمي والمعرفي للامم الاخرى بقدر متابعتهم لكل ما هو غريب في الأزياء والقصات، وكل ما يمسخ الانسان، واستغرب هنا فعلاً كيف يسمح ولي الامر لأحد ابنائه بالخروج امام الناس بمثل هذه المنظر المقزز للنفس. ماذا نقول للوفود الاجنبية التي تزور بلادنا ويشاهدون مثل هؤلاء الشباب في الاماكن الراقية؟ هل نقول لهم هؤلاء هم نخبة شباب المجتمع؟ ام نقول لهم هؤلاء الشباب هم من نفخر بهم امام الامم الاخرى؟ وماذا سيقول الزوار لبلادنا عن مثل هذه العينات من البشر؟ لا حول ولا قوة الا بالله. لا بد من التكاتف بين الأسرة والمدرسة في كل شيء حتى لا يذهب مثل هؤلاء الشباب الى ما هو أبعد من اللباس الفاضح، لا بد من وضع مادة تُضم للمنهج الدراسي في المرحلة الثانوية تُعنى بأخلاق المسلم حتى يستطيع معرفة الصالح له ولمجتمعه. لا نريد أن نخسر شبابنا... ولا نريد أن يخسر الشباب اجمل سني عمرهم في البحث عن اللباس وقصات الشعر... نريدهم ان يكونوا خير قدوة لكل من هم في سنهم في الدول الأخرى. مجمع الملك سعود الطبي بالرياض