أعلن مجلس محافظة الأنبار موافقة الحكومة المركزية على مبادرة السلام التي طرحها لإنهاء الأزمة، مؤكداً عودة الحياة الطبيعية الى معظم المدن، عدا الفلوجة التي يسيطر عليها المسلحون بالكامل، فيما اعتبر ائتلاف «متحدون»، بزعامة رئيس البرلمان اسامة النجيفي، الازمة «مفتعلة»، داعياً الى تفعيل المبادرات المقبولة. وقال نائب رئيس مجلس محافظة الانبار فالح العيساوي ان «الوضع الامني، وتحديداً في الرمادي، جيد، وعادت الحياة الطبيعية الى المناطق، والدوائر الحكومية باشرت تقديم خدماتها الى المواطنين». واضاف ل «الحياة» ان «الاحياء الجنوبية وحدها تشهد بعض الخروقات، حالها حال المحافظات الاخرى». واشار الى ان «منطقة الكرمة ستكون خلال 72 ساعة في يد الجيش والشرطة المحلية وقد انسحب جميع ثوار العشائر من الشوارع ولم يبق سوى مسلحي القاعدة الذين هم هدف للقوات الامنية». وعن موقف شيوخ العشائر في المحافظة قال: « إن كل العشائر مع القوات الامنية، عدا بعض الشيوخ الذين حاولوا ركوب الموجة الا انهم جميعاً الآن خارج العراق»، ونفى ان «يكون الشيخ حاتم السلمان من الذين غادروا لانه موجود في المحافظة». واشار الى «توافق المجلس المحلي مع ما يطرحه السلمان الآن من ضرورة ايقاف القصف العشوائي والتمهيد لعودة سيطرة الشرطة المحلية على الامن في المحافظة». ولفت الى ان «المشكلة الوحيدة الان في مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها المسلحون بالكامل». وزاد ان «مجلس المحافظة يمارس ضغوطاً على قيادات الجيش لإفساح المجال أمام الحلول السلمية لانهاء الازمة في هذه المدينة وتجنب اراقة الدماء». وعن المبادرات المطروحة، قال ان «مبادرات حكومة الانبار المحلية هي الوحيدة القابلة للتنفيذ الآن بعد موافقة رئيس الوزراء نوري المالكي عليها وقد أعلن ذلك في كلمته الاسبوعية يوم الاربعاء». واوضح ان «المبادرة تركزت على محور سياسي تمثل بنقل ملف قضية النائب أحمد العلواني الى الانبار، ومحور اقتصادي يتضمن تخصيص بليون دولار لاعادة البنى التحتية، فضلاً عن المحور الامني القاضي بتشكيل فوج طوارئ مكون من ابناء المحافظة». إلى ذلك، اعتبر النائب محمد الخالدي، وهو قيادي في ائتلاف «متحدون» ان «ازمة الانبار مفتعلة والامر تطور الى صراع بين اهل الانبار والحكومة». ودعا في اتصال مع «الحياة» الى «تفعيل المبادرات التي اطلقها رئيس البرلمان اسامة النجيفي وزعيم المجلس الاسلامي السيد عمار الحكيم وعشائر المحافظة لحل الازمة في الانبار»، وزاد ان «الحل الوحيد للأزمة المتفاقمة في الانبار هو الحوار بإشراك الأهالي» ونفى اطلاع البرلمان على الخطة الحكومية التي أعلنها المالكي لانهاء ازمة الفلوجة واكد «تاييد أي خطة من شانها انهاء الازمة شريطة ان تكون ضمن المبادرات المقبولة من جميع الاطراف». ولفت الى ان «من يسيطر على زمام الامور الآن في الانبار هم عشائرها وهو أمر مشهود لهم». ودعا الى «التمسك بالحلول السلمية للحفاظ على ارواح الابرياء من الجانبين». وكان النجيفي بحث الاربعاء مع القائم بالأعمال لبعثة الاممالمتحدة جورجي بوستن في ازمة الانبار وتزايد عدد النازحين منها والمساعدات والاغاثة الواجب تقديمها، وعبّر بوستن عن تضامن المجتمع الدولي مع مجلس النواب في سعيه إلى تجاوز الأزمة، سيما ما يحصل في الانبار.