أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان عدد النازحين من محافظة الانبار، حيث يسيطر مقاتلون مناهضون للحكومة على الفلوجة وعلى اجزاء من مدينة الرمادي، بلغ نحو 300 ألف شخص. واوضحت المفوضية في بيان أنه «على مدار الاسابيع الستة الماضية نزح نحو 300 الف عراقي أو 50 الف عائلة» من الانبار بسبب احداث الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) والرمادي (100 كلم غرب بغداد). واضاف البيان ان «النازحين يقيمون في المدارس والمساجد وأبنية عامة أخرى ويحتاجون بشكل عاجل» الى مساعدات انسانية، مشيراً الى ان الحكومة العراقية تقدر قيمة هذه المساعدات بنحو 35 مليون دولار. وكانت الاممالمتحدة اعلنت في 24 كانون الثاني (يناير) الماضي ان عدد النازحين جراء احداث الانبار والذي بلغ 140 الف شخص حينها هو الأسوأ في البلاد منذ الصراع الطائفي بين 2006 و2008. ومنذ بداية العام، يسيطر مقاتلون مناهضون للحكومة ينتمي معظمهم الى تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش)، احدى اقوى المجموعات الجهادية المسلحة في العراق وسورية، على الفلوجة وعلى اجزاء من الرمادي. وتشكل سيطرة التنظيمات الجهادية حدثاً استثنائياً، نظراً الى الرمزية الخاصة للفلوجة التي خاضت حربين شرستين ضد القوات الاميركية عام 2004. وكان الهجوم الاميركي الاول الذي هدف الى اخضاعها، شهد فشلاً ذريعاً حوّل المدينة سريعاً الى ملجأ لتنظيم «القاعدة» وحلفائه الذين تمكنوا من السيطرة وفرض أمر واقع فيها. وقتل في المعركة الثانية حوالى الفي مدني اضافة الى 140 جنديا اميركيا، في ما وصف بأنه اقسى المعارك التي خاضتها القوات الاميركية منذ حرب فيتنام. وتتريث القوات العراقية في مهاجمة الفلوجة، الا انها تخوض معارك في بعض مناطق الرمادي لاستعادة السيطرة الكاملة على هذه المدينة أولاً.