ترتفع نبرة الغضب لدى منتجين سعوديين في مثل هذا الوقت من كل عام، بغية الحصول على تعميد من قبل هيئة الإذاعة والتلفزيون في المملكة، لتصوير أعمالهم وبثها عبر التلفزيون السعودي، الذي يعتبر المنبر الوحيد بالنسبة إليهم، لاستقبال أعمالهم. مشكلة المنتجين في المملكة مع التلفزيون السعودي ليست وليدة اللحظة، بل إنها تحولت إلى عادة سنوية، يهاجم فيها أصحاب المؤسسات الإنتاجية مسؤولي التلفزيون، ويتهمونهم بمحاباة أسماء فنية معينة، لكن أصحاب القرار في التعميد يردون عليهم بأن الحضور على شاشات القناة الأولى للتلفزيون السعودي للأفضل فقط. يرى المنتج سعد خضر أن مشكلة المنتجين مع التلفزيون لا تحتاج إلى تقاذف عبارات الاتهامات، لكنها بحاجة صادقة إلى جلسة نقاش تجمعهم بمسؤولي هيئة الإذاعة والتلفزيون، ليسمعوا ما يتطلع إليه المنتجون في المملكة، «الذين لا تزال تتجاهلهم قناة بلادهم». ويقول خضر ل «الحياة»: «نحن نتطلع إلى أن يكون التلفزيون السعودي داعماً رئيساً للمنتج والفنان السعودي، من خلال تعميد الأسماء المميزة، وفرض رقابة على الأعمال التي سيعرضها بوضع ممثلين وطاقم فني على مستوى عالٍ، بعيداً عن محاباة منتجين معيّنين»، لافتاً إلى أن هناك شركات إنتاج تعمل سنوياً مع القناة الأولى، بينما الباقون لا حسّ لهم. ويضيف أن العمل الإنتاجي في الكويت أفضل بكثير منه في السعودية، «نتطلع إلى أن تكون في هيئة الإذاعة والتلفزيون آلية واضحة وصريحة، لتعميد الأعمال الدرامية، بحيث تتيح فرصة الظهور لأكبر عدد من الممثلين والمنتجين السعوديين». أين الاختيار واستقبلت هيئة الإذاعة والتلفزيون في السعودية قبل ثلاثة أشهر نصوصاً درامية لعدد من المنتجين، لاختيار المناسب منها، ولكن حتى الآن لم تعلن أسماء المسلسلات التي ستعرضها في رمضان المقبل، ما سيحرج طاقم عمل المسلسلات المعمدة، لأن المدة المتبقية عن البث الرمضاني لا تزيد على أربعة أشهر. ويؤكد المنتج محمد بخش ل«الحياة»، أنه تقدم بأعمال عدة إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ولا يزال ينتظر أسوة بزملائه، «مسؤولو الهيئة اشترطوا عليّ توفير معلن للعمل حتى يتم تعميدي، ما صعّب مهمة تنفيذ أعمالي، لا سيما أن المعلن يبحث عن قناة ذات مشاهدة عالية، وممثلين يسوقون لأعماله». ويطلب بخش من هيئة الإذاعة والتلفزيون في السعودية، الإنصاف في اختيار الأعمال بعيداً عن المحاباة، حتى لا يكون هناك حقد بين المنتجين، مضيفاً: «تظهر على شاشة التلفزيون أعمال عدة لمنتجين من المنطقة الوسطى، بينما ليس لمنتجي المنطقتين الغربية والشرقية سوى عمل واحد فقط، فلا بد من العدل في توزيع التعميدات»، مشيراً إلى أن المسلسل السعودي لا يحظى بالقبول لدى القنوات العربية. ويقول: «نحتاج إلى غربلة في الأعمال، وكذلك إلى تصنيف للممثلين من جانب جمعية الثقافة والفنون في السعودية، حتى يتسنى للمنتج اختيار طاقم عمله، وتتمكن هيئة الإذاعة والتلفزيون من اختيار الأعمال بناءً على تصنيف النجوم»، مقترحاً أن تصدر قرارات التعميد قبل رمضان بأشهر عدة، حتى يتمكن المنتج من تصوير عمله بأريحية كاملة، إضافة إلى عدم اقتصار عرض المسلسلات خلال شهر واحد في العام. أسماء تتكرّر والحال أن تكرّر أسماء منتجين محدّدين لأعمال رمضانية على التلفزيون السعودي خلال العامين الماضيين، أثار غضب زملائهم، الذين يظهرون بين الفينة والأخرى يطالبون بعدم المحاباة في قرارات التعميد، وعدم وضع شروط جزائية على أعمالهم، حتى يتمكنوا من إبراز مواهبهم الفنية، وتقديم عدد من الأسماء السعودية الشابة في مجال الدراما. ويرد المتحدث الرسمي لهيئة الإذاعة والتلفزيون في السعودية صالح المغيليث على ادعاءات المنتجين بقوله: «هناك لجان في الهيئة لتقويم الأعمال المقدمة، من خلال وضع عناصر عدة كالإخراج والنص والأبطال»، مؤكداً أن التعميد يرتكز على الجودة والنوعية، «لدينا مشكلة أن كل فنان تحول إلى منتج». يذكر أن التلفزيون السعودي عرض في العام الماضي مسلسل «هذا حنا» لعبدالله السدحان، و«كلام الناس» لحسن عسيري، و «هشتقة 2» لفهد الحيان، إلا إن تلك الأعمال لم تحقق نسبة مشاهدة، مقارنة بأعمال عرضت على نفس القناة ك «طاش» لناصر القصبي وعبدالله السدحان، و «سكتم بكتم» لفايز المالكي.