التقى رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني البابا بينيديكتوس السادس عشر في مطار تشامبينو العسكري الإيطالي، في لقاء لم يتحدد سابقاً اغتنم فيه بيرلسكوني فرصة تزامن وصول طائرته من قمة بيتسبرغ واقلاع طائرة الحبر الأعظم إلى براغ لتوديعه شخصياً إلى جانب نائبه جانّي ليتا الذي يعرف بكونه «مُجبّر كسور العلاقات» مع الفاتيكان. ولم يتضمن اللقاء أي إشارة إلى السياسة الإيطالية، واقتصر الحديث فيه على نتائج قمة بيتسبرغ، بحسب ما اعلن الناطق باسم حاضرة الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي. وتزعزعت العلاقات بين بيرلوسكوني والكنيسة الكاثوليكية الإيطالية في الشهور الاخيرة، بسبب تقارير اعلامية عن تورط بيرلوسكوني بفضائح علاقته مع بائعات هوى، أدت إلى انهيار علاقة رئيس الوزراء مع زوجته السيدة فيرونيكا لاريو وطلبها الطلاق منه. وانتقدت الكنيسة ما كُشف عن بيرلوسكوني، وطالبت مرات بأن يتحلّى من يشغل منصباً حكومياً وعاماً بسلوك قويم، ثم اشتدّت الأزمة في الأسبوعين الاخيرين بسبب انتقاد صحيفة «الجورنالي» التي يملك بيرلوسكوني كامل حصصها رئيس تحرير صحيفة «آفّينيري – المستقبل» الناطقة باسم «مجلس الأساقفة الإيطاليين» باولو بوفّو واتهامها اياه ب اقامة علاقات مشبوهة لا تؤهله لشغل منصبه أو إعطاء دروس وعظات». وعلى رغم دفاع مجلس الأساقفة الإيطاليين عن بوفّو، لكنه أضطرّ إلى الاستقالة عن منصبه للحيلولة دون تحوّل قضيته الشخصية إلى سبب للخلاف، وكي يستطيع الدفاع عن نفسه وسمعته بعيداً من الغطاء الكنسي له. وإضافة إلى ملف باولو بوفّو، شملت نقاط الجدل بين رئيس الوزراء والكنيسة الكاثوليكية، وبينها قضية بنات الهوى وملف غلق الأبواب أمام المهاجرين القادمين من الجنوب، والتي تطالب الكنيسة باستقبالهم وتقديم مساعدة اولى لهم ودراسة مطالب من يستحق نيل حق اللجوء السياسي، وهو ما يواجه بيرلوسكوني معارضة شديدة في شأنه داخل حكومته من قبل «رابطة الشمال» التي يتزعّمها أومبيرتو بوسّي الذي قد يُسقط الحكومة في حال تهاونها مع ملف المهاجرين غير الشرعيين.