أبرمت الحكومة الاوكرانية والانفصاليون الموالون لموسكو أمس، اتفاقاً لوقف النار في مطار دونيتسك ومدينة لوغانسك شرق البلاد، فيما دان الحلف الأطلسي حشداً عسكرياً روسياً في شبه جزيرة القرم، مندداً بسعي الكرملين الى زعزعة الاستقرار في شرق أوكرانيا. وأعلن الزعيم الانفصالي أندري بورغين «التوصل الى اتفاق لوقف المعارك» في مطار دونيتسك، «في اطار اتفاقات مينسك» لوقف النار التي أبرمتها في ايلول (سبتمبر) الماضي، كييف والانفصاليون بمشاركة موسكو ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا، لكن الاتفاق ما زال هشاً، اذ سقط مئات القتلى منذ توقيعه. وكان الجيش الاوكراني أعلن الاثنين وقف المعارك في المطار «بعد مفاوضات» أجراها الجنرالان الاوكراني فولوديمير اسكاروف والروسي ألكسندر لنتسوف. جاء ذلك بعد ساعات على إعلان منظمة الامن والتعاون في اوروبا موافقة الجيش الاوكراني والانفصاليين «مبدئياً على وقفٍ كامل للنار على طول خط الجبهة» في لوغانسك، يبدأ بعد غد الجمعة. واستدركت أن الجانبين اللذين اتفقا أيضاً على «سحب الاسلحة الثقيلة» بدءاً من السبت المقبل، مختلفان على تفاصيل «مرحلة الفصل بين القوات». وأكد «رئيس جمهورية لوغانسك» الانفصالية إيغور بلوتنيتسكي التوصل الى «وقف نارٍ تام على خط الجبهة»، مشيراً الى اتفاق لإقامة منطقة عسكرية عازلة «بعرض 15 الى 20 كيلومتراً». في بروكسيل، دان وزراء خارجية دول الحلف الأطلسي وأوكرانيا، «حشداً عسكرياً روسياً» في شبه جزيرة القرم، معربين عن «قلق إزاء خطط روسيا المعلنة الخاصة بمزيد من الحشد العسكري في البحر الأسود». كما دان الوزراء متابعة موسكو «زعزعة الاستقرار في شكل متعمد في شرق أوكرانيا، في انتهاك للقانون الدولي»، لافتين الى أن الأمر «يشمل إمداد الانفصاليين بدبابات وأنظمة دفاع جوي متطوّرة وأسلحة ثقيلة أخرى». وجدّد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ دعوته روسيا إلى الالتزام باتفاق مينسك لوقف النار ووقف دعمها المتمردين قائلاً: «الانفصاليون وروسيا لا يحترمون اتفاقات مينسك. وقف النار انتُهِك. ينصّ اتفاق مينسك على أن تكون هناك مراقبة على الحدود الدولية المعترف بها لأوكرانيا، ولم يكن ذلك ممكناً بسبب تقويض عمل القائمين على المراقبة. لذلك فاحترام الحدود الدولية ووقف نقل عتاد عسكري ودبابات وقوات إلى الانفصاليين في أوكرانيا، هي أمور مهمة وندعو روسيا الى أن تفعل ذلك». وكانت الخارجية الروسية اتهمت «الاطلسي» ب «محاولة زعزعة اكثر مناطق العالم استقراراً، أي شمال اوروبا». في غضون ذلك، قال مسؤول بارز في الخارجية الأميركية إن الوزير جون كيري سيناقش مع حلفاء أوروبيين هذا الأسبوع فرض مزيد من العقوبات على موسكو، «خصوصاً للرد على استمرار تدفق الأسلحة الثقيلة عبر الحدود» الاوكرانية من روسيا. الى ذلك، اعتبر المندوب الأميركي لدى «الأطلسي» دوغلاس لوت أن المقاتلات الروسية تشكّل تهديداً للطائرات المدنية. وأشار الى «حوادث»، اذ امتنعت المقاتلات الروسية عن تقديم خطط الطيران، ولم تتحدث مع مراقبي الملاحة الجوية المدنية وأغلقت أجهزة الإرسال التي ترسل المعلومات في شأن المقاتلة. ولفت الى أن الأمر يجعل المقاتلات غير مرئية بالنسبة الى مراقبي الملاحة الجوية، منبهاً الى أن «هذه التدابير الروسية غير مسؤولة وتشكّل خطراً على الطيران المدني وتُظهر أن روسيا تنتهك المعايير الدولية في شكل صارخ».