أعلنت الأجهزة الأمنية في محافظة بابل (100 كلم جنوب بغداد) عن اعتقال ثلاث نساء متورطات في قتل أزواجهن، ما أثار تساؤلات بين الأهالي عن وجود ظاهرة تعتبر طارئة على سكان المدينة. وذكر مدير التحقيقات الجنائية في بابل النقيب علي العلواني ل«الحياة» ان «قوة من المديرية ألقت القبض على ثالث زوجة تقتل زوجها بمساعدة عشيقها في محافظة بابل في غضون الشهرين الماضيين». وأضاف: «المتهمة اعترفت بجريمة قتل زوجها بعدما أحضر عشيقها مسدس والده لتنفيذ الجريمة. وبعد ورود المعلومات تحركت قوة من المديرية واعتقلت المتهمين اللذين اعترفا بقتل الزوج». وكانت السلطات الأمنية في بابل أعلنت في وقت سابق عن اعتقال سيدتين بتهمة قتل زوجيهما. وقال شيخ عشيرة الكريعات جاسم الكريعاوي: «من أغرب المظاهر التي نسمع بها في مدينة الحلة (مركز بابل) قتل النساء لأزواجهن بمشاركة العشيق». وأضاف أن «بابل مدينة عشائرية والعائلات ترتبط بروابط أسرية وثيقة ولا يمكن تصديق هذا الأمر»، داعياً الى «بحث الموضوع بدقة وإيجاد السر في العملية التي أدت الى ارتكاب مثل هكذا جرائم». ويتناقل الشارع البابلي أخبار قتل الزوجات لأزواجهن في المجالس العشائرية والمقاهي وحافلات نقل الركاب باهتمام. وتقول الناشطة النسوية نضال الطالقاني انه «في مجتمع كهذا يجب ألا تعلن هذه الأخبار من قبل الأجهزة الأمنية، وتبقى طي الكتمان حفاظاً على سمعة العائلة والعشيرة التي تنتمي إليها والجوانب السلبية التي يولدها هذا الخبر حين يتفشى بين أوساط الأهالي». وتكمل: «يجب عمل دراسة فعلية لواقع الجرائم الثلاث كل على حدة والوقوف على دوافع الجريمة وأسبابها»، مشيرة الى «غموض يحيط بالموضوع ويجب على الجهات المعنية والمجتمع المدني تتبعها». وتقول الطبيبة النفسية حنين محمد إن المرأة «حينما تلجأ للعنف تكون قد تعرضت لظروف نفسية قاهرة». وتضيف أن «التنشئة الاجتماعية والتربية داخل الأسرة تؤثران على التكوين النفسي للمرأة ما يقود في معظم الأحيان لخلق شخصيتها العدوانية لأنها ترى العنف مجسداً أمامها في أسرتها وفي علاقة الأب بالأم». وكانت الشرطة العراقية أعلنت الأسبوع الماضي عن اعتراف شرطي في محافظة كركوك (شمال) بقتل زوجته وأربعة من أطفاله وهم نيام بعد خلافات عائلية.