يعود أصل العمليات الإنتحارية الحديثة الى عام 1941 في اليابان ابان الحرب العالمية الأولى. وقد عُرف منفذو هذه العمليات في اليابان ب"الكاميكاز" واقتصرت مهمتهم على قيادة الطائرات وتفجيرها بالأسطول الأميركي. وتعني كلمة "كاميكاز" الرياح المقدسة وهي كلمة تستعمل لتبجيل اعصار انقذ اليابان من الغزو المغولي سنة 1281. ويعد هجوم بيرل هاربور أكبر عمليات الكاميكاز اذ اسقطت 4900 قتيل في صفوف البحرية الأميركية. كما ادى الهجوم الى إغراق 34 سفينة أميركية وإلحاق الضرر ب 368 أخرى. وتعتبر هذه العملية احد الأسباب المباشرة لمشاركة الولاياتالمتحدة في الحرب العالمية الثانية. ولسيرلنكا ايضاً تاريخ طويل مع العمليات الانتحارية التي استخدمتها حركة نمور التاميل منذ العام 1983 في واحدة من أكبر الحروب الأهلية التي شهدتها اسيا. واستمرت هذه الحرب حتى عام 2002 عندما تم توقيع اتفاق على وقف اطلاق النار. واشهر عمليات هذه الحركة تفجير بحزام ناسف اثناء تجمع انتخابي لرئيس الوزراء الهندي راجيف غاندي عام 1991. وأدى التفجير الى وفاته غاندي و16 آخرين. اما في العالم العربي وتحديداً لبنان، فجر رجل سيارة مفخخة كان يقودها امام السفارة الفرنسية في (1982) بيروت ما ادى الى مقتل 63 شخصاً. وتكرر نفس نوع الهجوم عام 1983، بإستهداف السفارة الأميركية في بيروت ما ادى الى مقتل 63 شخصاَ. واستخدمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اسلوب العمليات الانتحارية ضد اسرائيل حيث قامت بعدة عمليات في الأراضي المحتلة. وتبعتها حركة حماس في تبني هذا الاسلوب ابتداءً من العام 1993. توالت بعد هذا التفجير العمليات الانتحارية التي طاولت أغلب اصقاع البلاد العربية والعالمية ففي العام 2013 قتل قرابة 3100 شخص في 18 دولة بتفجيرات ناتجة عن 291 عملية انتحارية. وفي تقرير نشره مركز الدراسات الاسرائيلية، اشار الى ان اكثر من 50 بالمئة من هذه العمليات تركزت في الشرق الأوسط، وتبنى تنظيم "القاعدة" والتنظيمات المرتبطة به الاغلبية الساحقة من هذه العمليات. وتصدرت العراق وسورية القائمة بعدد العمليات الانتحارية التي حصلت على اراضيها بمعدل 98 عملية للعراق و27 لسورية. وتعد عمليات 11 ايلول 2011 أكبر عملية انتحارية نفذت، حيث قام انتحاريون يتبعون لتنظيم "القاعدة" بخطف طائرات اميركية وتعمدوا توجيهها نحو برجي التجارة العالمية في نيوويورك.