جدد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي ثقته بالرئيس حسن روحاني، داعياً المحافظين الذين ينتقدون تقديم طهران «تنازلات عبر موافقتها على تجميد جزء من نشاطاتها النووية، في مقابل تخفيف جزئي للعقوبات الدولية» إلى إبداء «مقدار من التساهل». وشن هجوماً لاذعاً على الأميركيين الذين اتهمهم ب «الكذب». تزامن ذلك مع بدء وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية جولة محادثات في طهران لبحث مسألة حساسة تتعلق بشق عسكري محتمل في البرنامج النووي لإيران، وبتدابير ملموسة لتحسين الشفافية. وقال خامنئي، في كلمة أمام قادة القوة الجوية لمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية: «لم تتسلم الحكومة الحالية السلطة إلا قبل بضعة أشهر، ويجب إعطاؤها مزيداً من الوقت لتتقدم بقوة في خططها». وشدد على أهمية حفاظ المسؤولين الإيرانيين على الانسجام الداخلي، وضرورة الاعتماد على الإمكانات المحلية لمعالجة المشاكل الداخلية، وعدم الثقة بالخارج. وحض الإيرانيين على متابعة «التصريحات غير المؤدبة للمسؤولين الأميركيين» و «تأملها وأخذ العبرة منها»، ما يعكس انزعاجاً من تكرار واشنطن أن «الخيار العسكري لا يزال على الطاولة إذا فشلت المفاوضات النووية». وتتمسك طهران بإبقاء الأجواء الإيجابية التي نجمت عن توقيع اتفاق جنيف مع الغرب في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، تمهيداً لمفاوضات نهائية ستستضيفها فيينا في 18 الشهر الجاري. وأكد خامنئي أهمية الالتزام بقيم الثورة الإيرانية، وبينها الموقف من الولاياتالمتحدة، محذراً من «الاستسلام للمستكبر». وأشار إلى أن المسؤولين الأميركيين «يتحدثون معنا بلغة مختلفة عن وسائل الإعلام، ما يعكس تناقضهم وسوء نيتهم، فهم يكذبون بالقول إنهم لا يسعون إلى تغيير النظام السياسي في إيران، وهم لن يترددوا لحظة في فعله إذا استطاعوا». إلى ذلك، أبدى الناطق باسم الهيئة الإيرانية للوكالة الذرية بهروز كمال وندي، رضاه عن المحادثات التي أجريت أمس مع وفد الوكالة الذرية، لتقويم خطوات إيران في تنفيذ اتفاق جنيف، وبحث آليات الخطوات المقبلة. وتراقب الوكالة إجراءات تعامل إيران مع مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب بنسبة 20 في المئة، وتنفيذها بند السماح بدخول المفتشين منشأة آراك النووية ومنجم كتشين لليورانيوم. وأبلغت مصادر مطلعة «الحياة» أن المحادثات تركز على درس تقارير عن وضع رأس نووي على صاروخ «شهاب 3»، نفتها إيران «كونها لا تستند إلى أدلة فنية، بل إلى معلومات استخباراتية». كما تريد الوكالة التحقق من تصريحات أدلى بها الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد حول استخدام أشعة ليزر في نشاطات لتخصيب اليورانيوم، ومقابلة عسكريين تشك في تورطهم ببرنامج المنظومة الصاروخية، إضافة إلى تفقد مواقع عسكرية تشك في احتضانها نشاطات نووية.