دعمت صحيفة «عكاظ» روايتها لحادثة وفاة الطالبة آمنة باوزير بشهود. فهدة باوزير شقيقة آمنة، قالت للصحيفة إن أختها (28 عاماً) لم تكن تعاني من مشكلات صحية، وهو ما يناقض ما نشرته جامعة الملك سعود في بيانها التوضيحي، من أن المتوفاة تعاني من أمراض في القلب، ثم وصفت فهدة طريقة نقل أختها بعد إصابتها والمصعد المتعطل، وهو ما يتطابق مع ما ذكرته الدكتورة فوزية أبوخالد في مقالتها عن الحادثة، ثم أضافت معلومات عن صعوبة دخول الإسعاف من مدخل بعيد، مع تأخيره 40 دقيقة! أما الشاهد الثاني الذي نقلت عنه الصحيفة فهو المتحدث الرسمي ل«الهلال الأحمر» مازن الغامدي، إذ وصف تعقيد الإجراءات من رجال أمن الجامعة بغير الإنساني، مشيراً إلى أنه «كان يفترض بهم تسهيل إجراءات دخولهم، لأن الحالة كانت تستدعي ذلك»، مؤكداً أن «ذلك التصرف أدى إلى حدوث هذه النهاية المأسوية». وأضاف: «كيف بكلية تنتمي إلى أرقى الجامعات السعودية لا يعمل بها مصعد الخدمات، والذي اضطر بسببه رجال الإسعاف إلى نقل الحالة من خلال حملها على أكتافهم»؟ حكاية «أرقى» تجدها في المباني ولا تجدها في التشغيل والإدارة. شخصياً أميل لتصديق رواية «عكاظ» لأسباب، أولها هذه الشهادات، أما ثانيها فهو المعرفة بتعقيد الإجراءات وعدم وضوحها وسوء «تدريب» من يقوم عليها إذا توافرت. يحكي واقعنا من هذه الحادثة الأليمة ومن حوادث سابقة ويقول إننا حتى الآن لم نهتم بالإجراءات السريعة والواضحة في الحالات الطارئة وتدريب العاملين عليها بالشكل المحترف، يستوي في هذا جامعة أو مدرسة وأية منشأة فيها تجمع بشري كثيف. رحم الله الشابة آمنة وعظّم أجر ذويها، وسنبقى ندور في حلقة مفرغة، إنكاراً مستمراً لجهات تدير حضور تجمعات بشرية وتناسي الاستعداد لاحتمالات حالات طارئة بعد مرور أيام من حدوثها. هنا تمكن معرفة الخلل بين ثقافة المنشأة وثقافة الفرد. دائماً ما تعلق مسؤولية تدني ثقافة شأن ما في رقبة الفرد، نرى هنا من هو المسؤول عن تأسيس هذه الثقافة وقيادتها وتطويرها، وهو المسؤول عن تدريب وتثقيف رجال أمن جامعة الملك سعود وغيرهم من الحراسات والإدارة. www.asuwayed.com asuwayed@