أحيا «تيار المستقبل»، صباح أمس، ذكرى أربعين الوزير السابق محمد شطح ومرافقه محمد طارق بدر، في تجمع أقيم عند ضريح الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في وسط بيروت. حضر الاحتفال رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، النائب غازي يوسف ممثلاً زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري، النواب: نهاد المشنوق، محمد الحجار، محمد قباني، جمال الجراح، عمار حوري، نبيل دو فريج ورياض رحال، الوزيران السابقان حسن منيمنة وريا الحسن، أعضاء المكتبين السياسي والتنفيذي في «التيار»، عائلتا شطح وبدر، وحشد من الشخصيات السياسية والإجتماعية والإعلامية والإقتصادية والتربوية. وألقى يوسف كلمة الرئيس الحريري، وقال: «أبى محمد شطح في الذكرى الأربعين لاستشهاده إلا أن يكون حاضراً معنا اليوم، مع كل اللبنانيين من خلال مساهمته بصوغ المذكرة الوطنية الجليلة التي صدرت عن بكركي منذ يومين. هذه المذكرة التي تحتوي خلاصة ايمان محمد شطح بلبنان: وطن حضاري مبني على الحرية والتعددية والمساواة في الواجبات والحقوق، وطن مبني على الاعتدال والانفتاح، وقبول الآخر ومشاركة الجميع في بنائه». وأضاف: «آمن محمد شطح بأن حياد لبنان بعيداً عن التجاذبات الاقليمية والدولية هو المدخل الاساسي لاستقراره الاجتماعي والسياسي والامني والاقتصادي، كما آمن بأن الديموقراطية التي طالما تغنينا بها، اذا ما مورست عن حق فهي كفيلة بانتاج وطن عادل قادر ومزدهر». وأشار يوسف إلى أن «مسيرة محمد شطح المهنية تشهد لنجاحاته فهو الاقتصادي في مؤسسة النقد الدولية والمصرفي في حاكمية مصرف لبنان والديبلوماسي في سفارة لبنان في واشنطن وكبير المستشارين لدى الرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة ووزيراً للمال». وتابع: «تعرفت اليه في العام 1993، في مكتب الوزير السنيورة آنذاك، ثم التقيته مجدداً عام 2001 في زيارات رسمية قمت بها الى واشنطن مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري وزيارات عمل اخرى مع الشهيد باسل فليحان، فخبرته اقتصادياً لامعاً، ومفاوضاً فذاً، وصديقاً وفياً، يتوسل الحوار للوصول الى الحلول المجدية». واعتبر يوسف «أن محمد شطح مارس السياسة كعملة نادرة في منتدى رجال الدولة، فوضع مصلحة وطنه فوق كل مصلحة، ففي نقاشاته داخل اجتماعات كتلة المستقبل، كما في اجتماعات 14 اذار التي شهدت عليها، كان محمد شطح دقيقاً في مقاربته للأمور، منسجماً مع قناعاته الراسخة، لا يوارب بل يبحث بايجابية فريدة عن المساحات المشتركة ساعياً الى استنباط الحلول، كما كان ناجحاً على الدوام باستمالة القرار الى رأيه الراجح». وقال: «محمد شطح، بإنسانيته الجامحة وعقله المتنور وبأفكاره البناءة، مثال العيش المشترك والاعتدال استطاع ان يجسد لبنان المستقبل لمحبيه ولمبغضيه، فكان شهيد فكره واعتداله وحبه للوطن. هابوه فقتلوه، وقتلوا معه مرافقه محمد طارق بدر، رحمه الله، والرحمة على شهيدنا الغالي الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعلى كل رفاقه وعلى قافلة شهداء ثورة الارز الأبرياء». وأكد «ان العدالة بدأت تأخذ مجراها، وها هي المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بدأت تنظر في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الأبرار، وإنها لماضية في وضع حد للإجرام والإفلات من العقاب والاقتصاص من قتلة شهدائنا الابطال».