يبدأ اليوم السبت توزيع مساعدات عاجلة من الاممالمتحدة على المدنيين في الاحياء، التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حمص، غداة اجلاء عشرات الاشخاص الذين كانوا محاصرين منذ اكثر من 600 يوم في ظروف مروعة. ويندرج اجلاء المدنيين وتوزيع المواد الغذائية والمعدات الطبية في اطار اتفاق اعلن عنه الخميس بين الاممالمتحدة والحكومة السورية ومسلحي المعارضة بعد اشهر من المفاوضات. وقال ناشطون معارضون ان "الاتفاق يتضمن اتفاقاً غير معلن لوقف اطلاق النار لمدة اربعة ايام". وفي المحصلة تم اجلاء 83 شخصاً من نساء واطفال ومسنين من احياء حمص القديمة في اطار "هدنة انسانية تستمر ثلاثة ايام ابرمت بين طرفي النزاع"، كما قال المتحدث باسم الاممالمتحدة فرحان حق. واضاف ان "الناس الذين تمكنوا من المغادرة هم نساء واطفال ومسنون"، مشيراً الى انهم "نقلوا الى اماكن اختاروها بمواكبة الاممالمتحدة والهلال الاحمر السوري". من جهته، قال الممثل المقيم للامم المتحدة يعقوب الحلو ان "فرق الاممالمتحدة قامت بتجميع المواد الغذائية والمعدات، التي يفترض ان يتم تسليمها فور خروج اول مجموعة من المدنيين وونأمل في ارسال هذه المساعدات صباح السبت". واعلن محافظ حمص طلال البرازي "غداً (اليوم السبت) ستكون اول دفعة من المساعدات الاغاثية والغذائية التي سيتم تحديدها اليوم، ستدخل الى المحتاجين اليها في بعض احياء المدينة القديمة". واكد الشيخ ابو الحارث الخالدي المسؤول عن المدنيين داخل الاحياء المحاصرة، ل"فرانس برس" عبر الانترنت انه سيتم غدا "ادخال دفعة مساعدات اغاثية للعوائل والمدنيين"، على ان يتم الاحد "اخراج الدفعة الثانية، وهي من العوائل". وساعد متطوعون من الهلال الاحمر السوري مسنين بدا عليهم الوهن على الصعود في حافلات بينما تم اجلاء امرأة على سرير نقال، كما ذكر مراسل من وكالة "فرانس برس". وبث ناشطون على موقع يوتيوب شريطاً قالوا انه للقاء مسن خرج من حمص القديمة، بابنه في حي باب السباع. ويظهر في الشريط الرجل المسن وقد لف بغطاء رمادي اللون وارتدى معطفا اسود اللون، يعانق شابا ملتحيا بدت الضحكة عريضة على وجهه، وسط جمع من الاشخاص. وخرج هؤلاء المدنيون على متن ثلاث حافلات كبيرة لنقل الركاب، رفعت شعار منظمة الاممالمتحدة للهجرة، وصلت الى نقطة تجمع خارج حمص القديمة، برفقة سيارات تابعة للامم المتحدة والهلال الاحمر السوري.