ناشد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، في نداء وجهه الى اسكتلندا امس، عدم الانفصال عن المملكة المتحدة، محذراً من ان تصويت الإسكتلنديين لمصلحة الاستقلال في الاستفتاء المقرر في 18 ايلول (سبتمبر) المقبل سيقوض صورة بريطانيا ونفوذها في العالم. وقدم كامرون الذي لا يشغل حزبه المحافظ إلا مقعداً واحداً من 59 مخصصة لإسكتلندا في برلمان المملكة المتحدة، أقوى دفاعاته حتى الآن عن المملكة المتحدة التي تضم انكلترا وإسكتلندا وويلز وإرلندا الشمالية، وقال: «اذا خسرنا اسكتلندا سنسحب البساط من تحت أقدام سمعتنا. الحقيقة اننا نساوي أكثر ونحن مجتمعين». وفي حال تأييد الاستقلال في اسكتلندا التي يعيش فيها أكثر من خمسة ملايين شخص، وتعتبر مصدر النفط في بحر الشمال، سيصبح مصير اسطول الغواصات النووية البريطانية المتمركز في اسكتلندا غير معروف، كما قد يضعف أحقية بريطانيا في شغل مقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأيضاً نفوذها في الاتحاد الأوروبي. واشار رئيس الوزراء البريطاني الى انه من الصعب للغاية أن تنجح وحدة نقدية مع اسكتلندا إذا قررت الاستقلال عن المملكة المتحدة، ما يثير شكوكاً جديدة في شأن إحدى الأفكار الرئيسية للمعسكر الداعم للاستقلال. وقال: «مسألة العملة تثير اهتماماً كبيراً، وأعتقد بأنه يصعب أن تنجح وحدة نقدية بين اسكتلندا مستقلة وبين بقية المملكة المتحدة». وتشير مصادر في الاتحاد الأوروبي الى ان «كامرون لا يريد ان يكتب التاريخ عنه انه خسر اسكتلندا حين كان رئيساً لوزراء بريطانيا، وذلك بعد 307 اعوام من اتحادهما، لكنه يعترف بأنه ليس أفضل من يستطيع كسب قلوب الإسكتلنديين، نظراً الى خلفيته المنتمية الى النخبة وسياسات يمين الوسط، بينما يعتبر الإسكتلنديون اكثر ميلاً الى اليسار.