تحولت تظاهرة احتجاج على العوز والفقر والبطالة الى اعمال عنف الجمعة في توزلا (شمال شرق البوسنة) حيث دخل المتظاهرون مقر الحكومة ونهبوه واحرقوه. وكان نحو المائة من الشبان الملثمين الذين يرتدون ثياب الفريق المحلي لكرة القدم دخلوا مقر الحكومة ونهبوا اثاثه ورموا اجهزة تلفزيون من النوافذ. وصفق اكثر من خمسة الاف متظاهر كانوا موجودين في تلك اللحظة. وانكفأ لامئات من عناصر الشرطة مسافة ماة متر حيث شكلوا طوقا حول مبنى يضم اجهزة الطوارىء في المدينة. وانبعثت ألسنة اللهب وسحابة كثيفة من الدخان الاسود من الطبقة الاولى من المبنى المؤلف من عشر طبقات. ومنع المحتجون في داخل المبنى رجال الاطفاء من اخماد النيران. وقال احد قادة المتظاهرين ألدين سيرانوفيتش ان الجموع تطالب باستقالة الحكومة. واضاف مخاطباً الجموع: "انهم يسرقوننا منذ 25 عاماً ويدمرون مستقبلنا. نريد ان يرحلوا". وتعد هذه التظاهرة واحدة من التظاهرات الكبيرة غير المسبوقة في هذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة منذ انتهاء الحرب الاهلية بين 1992 - 1995، وهي تعبر عن سخط الناس وغضبهم من طبقة سياسية غارقة في جدل سياسي عقيم وعاجزة عن معالجة الوضع الاقتصادي المنكوب. وعنونت دنفني افاز ابرز صحيفة محلية الجمعة الخبر ب: "ثورة المواطنين". من جهتها عنونت صحيفة اوسلوبوديني ب "الربيع البوسني". وتفيد احصاءات رسمية ان "متوسط الراتب الشهري يبلغ 420 يورو وان واحداً من كل خمسة مواطنين يعيش في الفقر".