احتجّ فرع هيئة حقوق الإنسان في منطقة الجوف على عبارة «جنة الأطفال منازلهم» التي تكتب عادة في بطاقات الدعوة للمناسبات ومنها احتفالات الزواج. ورصد تقرير الفرع الأول الذي صدر أخيراً ملاحظة ممارسات تمييز ضد الأطفال في مواسم الزواج، يمنع فيها الأطفال من المشاركة في تلك الأفراح، مما يولد لديهم الإحساس بالإقصاء والتهميش. مضمناً التقرير استنكار الفرع كتابة عبارات صريحة تدل على تمييز ضد الأطفال في بطاقات الدعوة للمناسبات مثل «جنة الأطفال منازلهم» أو «يمنع دخول الأطفال». وذكر التقرير أن وجود هذه الممارسات في المجتمع السعودي يعطي انطباعاً سيئاً، مطالباً بدرس الموضوع من جميع جوانبه والكشف عن مدى مخالفة ذلك للاتفاقات التي صادقت عليها المملكة في حق فئة الأطفال وما تخلّفه من آثار. تطور جميل، ولكن نتمنى من فرع حقوق الإنسان بالجوف وغيرها في جميع مناطق المملكة الاهتمام بأمور أخرى بعيداً عن حرمان الأطفال من حضور حفلات الزفاف، لأن أفراحنا أصلاً وللأسف تبدأ الساعة الثانية عشرة، ومن غير المستحب أن يسهر الطفل حتى هذه الساعة. وبعيداً عن موضوع السهر بعض أطفالنا يعيث فساداً في صالة الفرح، وهذا يعطي صورة أسوأ بكثير من عدم المشاركة، لأن ما نراه يتحدث علناً بأن بعض أطفالنا الأعزاء بحاجة لإعادة تأهيل لحضور المناسبات الاجتماعية، وهذا يدل على أن بعض الأسر لا تهتم بتعليم أطفالها الآداب العامة، فنظرة واحدة فقط إلى أي رحلة بها أطفال عرب يترجم ما أريد أن أقوله بوضوح! ما أريد أن أقوله إن على الهيئة العزيزة الاهتمام بشيء آخر يسمى عنصرية تتناقض مع تعاليم ديننا الحنيف، وتعطي دلالة واضحة على تقويمنا للأشخاص بحسب جنسيتهم ولونهم ومكانتهم الاجتماعية فقط حتى لو سمعنا لاءات النفي المعروفة! ما فجّر هذا الموضوع ما حدث للكابتن نوال حين نعتتها إحدى المواطنات ب«العبدة» وما واجهته بشجاعة من سوء معاملة وتفريق في المعاملة من بعض أفراد الشرطة الذين لم يراعوا الأعراف والأخلاق المهنية في تعاملهم مع القضية بحسب ما ذكرته في برنامج «الثامنة». قبل أشهر عدة راسلني الفاضل وليد صالح من الجنسية السودانية بعدما ظهر خبر مشاركتي في جمعية حقوق الإنسان بشأن التمييز، فأرسل لي رسالة موثقة بالصور، خاتماً رسالته بأنه سيلجأ لمؤسسات محلية وعالمية، واستغرب صمتنا وموافقة إحدى الصحف على نشر المانشيت البغيض. طالباً مني في الوقت نفسه مناصرة القضية، ويبدو أن زحام المواضيع في رأسي شغلني عن رسالته واعتذر منه الآن على الملأ لتأخري في النشر. أكتب إليك أستاذتي الفاضلة رسالتي هذه متمنياً أن أجد منك تعقيباً أو حتى تعليقاً قد يسهم بشكل أو بآخر في رد كرامة مسَّت ومشاعر قد جرحت بقصد أو بغير قصد.. وبذنب لم ترتكبه، أكتب إليك متحدثاً عن تحقيق صحافي نشر في صحيفة رياضية والمعنون ب «لم يجدوا إلا سودانياً!» مصحوباً بتحليل طويل ومنطقي عما يحمله المانشيت من معانٍ كثيرة لا تسمح زاويتي بعرضها كاملة. هل نتقبل العنصرية وننشرها أم أن لنا كمجتمع موقفاً صريحاًً وموحداً بما يتناسب مع تعاليم ديننا الذي لم يفرق بين الناس إلا بالتقوى؟ للموضوع بقايا كثيرة سأكملها الأسبوع المقبل. كاتبة سعودية [email protected]