يزن طفل لا يتجاوز عمره (خمسة أعوام)، لكنه يختلف عن معظم الأطفال الذين هم في سنه، ولم ينعم بالصحة والعافية واللعب واللهو البريء، لتعرضه لحادثة سقوط من سيارة قبل ثلاث سنوات. يعاني يزن من إصابة في جذع الدماغ، إثر ضربة بالغة في الرأس وتعرض المخ لإصابات مع نزيف داخلي فوق وتحت غشاء السحايا وتشنج في الجهاز الحركي والأطراف وتجمع بالدم في الجهة اليمنى من الدماغ وفقدان دائم للوعي وكسور في الجمجمة الأمامية والخلفية والجانبية. تقول أم يزن وهي تبكي بحسرة: «صدمت بعدما علمت بسقوط ابني من سيارة والده، وأنا راضية بما كتبه الله لابني، ولم أذق طعم النوم ولا الراحة من بعد الحادثة». وأوضحت: «مكث ابني في جازان يتلقى العلاج منذ منتصف شوال من العام قبل الماضي إلى الآن دون وجود أمل لعلاجه بما في ذلك المستشفيات التخصصية في المملكة، وكل ما وجدناه من معلومات هو انعدام العلاج الدقيق والمتخصص في المملكة ووجودها في دول متقدمة في هذا الجانب». «و تتحسر وهي تشاهد من حولها يتحرك ويلهو، خصوصاً إذا تجمع الأطفال حوله«، أحياناً أشاهد عينيه تدمعان فتدمع عيناي معه، لكن سرعان ما أحضنه وأقوم بملاعبته وأرجعه لسريره طريح الفراش. لم تتوقف أم يزن عن سكب الدموع وهي تتحدث، ما استدعى تدخل زوجها: «حالنا بعد حادثة ابني أصبحت صعبة فلم نترك مستشفى متخصصاً إلا وذهبنا إليه، عامان كاملان وهو طريح على السرير، تنقلنا به بين المستشفيات والمراكز الصحية في المملكة دون أمل للعلاج»، مؤكداً أنهم لن ييأسوا من زراعة البسمة على شفاه صغيرهم. يعود أبو يزن بالذاكرة للوراء، ويقول: «قبل الحادثة كان يزن طفلاً متحركاً ويتقبله الجميع والابتسامة لا تفارقه ومحباً للعلم والتعلم، وبعد تعرضه لسقوط من فوق سيارتي، حيث كنا نسير على طريق وعر ارتطم رأسه بصخور صلبة وأغمى عليه في الحال وسبب السقوط له إصابات بالغة في الرأس وفي أكثر من منطقة ووصل بعض هذه الإصابات إلى الدماغ ما أفقده الوعي». ويستدرك أبو يزن: «ابني الآن يعيش حال استيقاظ، ولكن الإحساس منعدم خصوصاً بالبصر ويعطى مضادات للتشنج واشتريت له جهاز شفط السوائل له من الدماغ». ويتمنى أبو يزن وزوجته التدخل من أهل الخير وولاة الأمر لفك كربة أسرة ظلت تعاني لمدة عامين من الألم والدموع وانتظار الأمل والفرج لطفل فقد طفولته بقضاء الله وقدره.