قال الرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية جون تشيبمان إن فرص التدخل العسكري الأجنبي في سورية «صفر»، مشيراً إلى أن «جنيف2» لم «يحقق شيئاً»، وأن النظام لم يتقدم على الأرض، بينما تفكُك المعارضة يعيق تحقيقها أي نصر، مضيفاً أن قوات الجيش تغيرت كثيراً «مذهبياً وتنظيمياً». وأشار إلى ازدياد النشاط السلفي الجهادي الذي يعتمد في أساسه على العنصر الأجنبي من بلدان عدة. وكان تشيبمان يتحدث في مركز المعهد في لندن إلى مجموعة من الصحافيين والأكاديميين في مناسبة نشر الكتاب السنوي «التوازن العسكري» الذي يقيّم الوضع العسكري وموازين القوى في العالم. وأكد الخبراء العسكريون المشاركون في تقديم الكتاب أن هناك اعتقاداً سائداً بأن الوضع العسكري وميزان القوى بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة لن يتغيّر كثيراً خلال 4 أو 6 أشهر. من جهة أخرى، قال تشيبمان أن قلق دول مجلس التعاون الخليجي ليس من امتلاك إيران برنامجاً نووياً، بل أن برنامجها الصاروخي مقلق ايضاً من الناحية الأمنية والدفاعية، مؤكداً أن هناك شعوراً متنامياً بين دول المجلس لتنسيق قدراتها الدفاعية، ومشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة اشترت وتشتري منظومات هجومية ودفاعية لمواجهة هذه الصواريخ. هذا مع العلم أن هناك أسئلة مطروحة حول قدرة دول المجلس على تنسيق عملها الجماعي بالنسبة إلى دفاعها الجوي. واتفق عدد من الخبراء من كتّاب التقرير على قدرة دول مجلس التعاون الخليجي الدفاعية، مشيرين إلى أن نوعية الأسلحة الموجودة لديها ومستوى التدريب، إضافة إلى الوجود العسكري الأميركي لتنسيق هذه القدرات، ما يجعلها قادرة على الدفاع عن نفسها. ونفت المجموعة إمكان تغيير هذا الواقع حتى لو رفعت العقوبات عن إيران. من جهة أخرى، قال تشيبمان إن ما تُظهره الأرقام يؤكد بقاء الولاياتالمتحدة قوة عسكرية عظمى إضافة إلى القوى الأوروبية الموجودة في حلف الناتو. غير أن التقرير يتحدث عن استمرار تراجع الموازنات العسكرية الأوروبية، ما قد يؤثر في موقعها في ميزان القوى العالمية. ويشير التقرير بالتفصيل إلى زيادة الملحوظة في الموازنات العسكرية لكل من روسيا والصين والدول الآسيوية في شكل عام، خصوصاً اليابان. التقرير تطرق أيضاً إلى الوضع الميليشوي المتدهور في ليبيا، واعتبر أن هناك مناطق في صحراء سيناء خارجة على القانون وعن نطاق الأمن المصري. مشدداً على أن قدرة القوات المصرية على محاربة هؤلاء لن تكون كافية للقضاء عليهم. وأوضح أن الوضع في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى سيؤثر في دول أفريقية عدة وأن الوضع سيستمر في التدهور في هذه الدول. ووضع الأمن والاستقرار في لبنان ضمن الدائرة الحمراء التي تشير إلى الخطر. وكذلك العراق الذي قال عنه جون تشيبمان أنه «يشهد أكبر موجة نزوح مذهبية تشهدها البلاد منذ الخروج الأميركي، خصوصاً في بغداد والمحافظات المحيطة بها».