اعتبر جون تشيبمان، الرئيس التنفيذي ل «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» في لندن، أن المخاطر التي كان يشكّلها تنظيم «القاعدة» خلال وجوده في أفغانستان العام 2001 تراجعت الآن بعدما باتت دول العالم أكثر تفهماً لخطورته، مؤكداً أن العالم يستطيع أن يحتوي أي خطر ناجم عن أعمال فروع هذا التنظيم. وشدد على خطأ الربط بين حركة «طالبان» الأفغانية وبين «القاعدة» التي قال إنها تعتمد في وجودها الأساسي على منطقة شمال وزيرستان في باكستان حيث يمكن أن يكون مقر قيادتها، إضافة إلى اعتمادها على فروعها ونفوذها في دول عديدة مثل اليمن والصومال وشرق أفريقيا وشمالها. وانطلاقاً من هذا الواقع، شدد تشيبمان على ضرورة أعادة النظر في ترتيب أهداف مهمة قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان. وقال إن هذه المهمة كانت في البداية هزيمة «القاعدة» وتفكيكها ومنع عودتها إلى اعتبار أفغانستان قاعدة لها. وقال إن المطلوب الآن أن تركّز مهمة «الناتو» على ضرورة «احتواء الخطر الإرهابي الداخلي، ومنع عودة القاعدة إلى أفغانستان»، مشدداً على أهمية بناء القوات العسكرية الأفغانية. وأضاف أن هدف الرئيس باراك أوباما في ايجاد أفغانستان مستقرة وآمنة «صعب المنال». وكان تشيبمان يرد على أسئلة «الحياة» في مكتبه بعد اصدار «التقرير الاستراتيجي» السنوي عن المعهد تحت عنوان: «المراجعة السنوية للأوضاع الدولية»، والذي يُعتبر مؤشراً مهماً إلى الأحداث السياسية والعسكرية والاقتصادية في العالم بأسره. واعتبر تشيبمان أنه من الناحية النظرية يمكن لإيران الحصول على قدرات نووية حقيقية، ولكن من الصعب تحديد وقت معين لإنتاجها سلاحاً ذرياً، مضيفاً أن من غير الواضح على الإطلاق للمجتمع الدولي لماذا تمتلك إيران صواريخ باليستية، قائلاً إن هذه الصواريخ يمكنها نقل رؤوس نووية، على رغم تأكيد طهران أنها لا تسعى إلى امتلاك سلاح ذرّي. وأشار إلى أن امتلاك إيران صواريخ مختلفة القدرات لا يعني أنها تستطيع إلحاق الأذى الحقيقي التي تصوّره تصريحات مسؤوليها، مشيراً خصوصاً إلى أن هناك شكوكاً واقعية في دقة الصواريخ الإيرانية. وأكد تشيبمان أن قدرة إيران الحقيقية في زعزعة أمن المنطقة واستقرارها لا تكمن في قدراتها القتالية أو العسكرية بل بقدراتها على نشر الأعمال الإرهابية. وبالنسبة إلى إمكان قيام اسرائيل بشن هجمات على منشآت نووية إيرانية، قال تشيبمان إن الموقف الإسرائيلي لا يزال غير واضح، كما ليس واضحاً مدى قدرة إسرائيل على احتمال وجود إيران نووية، معتبراً أن الحديث عن قدرة إيران على إزالة إسرائيل من الوجود «غير واقعي وليس صحيحاً». وشدد تشيبمان على أن الخطر الاستراتيجي على دول الخليج يأتي من إيران نووية وكذلك من مفهومها لموقعها الاستراتيجي في المنطقة، مضيفاً أن دول الخليج تتعامل مع إيران بطرق مختلفة ولكنها جميعها قادرة على حماية نفسها من الصواريخ الإيرانية لامتلاكها الأسلحة الدفاعية اللازمة لذلك. وحذر من إمكان وقوع حرب إسرائيلية - لبنانية لأسباب عدة، معتبراً ان قدرة «حزب الله» الصاروخية ازدادت كما ازدادت قدراته التكنولوجية. ووصف تشيبمان الوضع في العراق بالمقلق، خصوصاً في ظل غياب حكومة تتجاوب مع إرادة الناخبين. وتحدث عن ظهور قوى عالمية جديدة، وصفها ب «القوة العظمى الوسطى» ويعني بذلك دولاً مثل تركيا والبرازيل التي قامت باتفاق مع إيران حول التخصيب (تجاهلته الدول الغربية الكبرى)، مضيفاً أن مثل هذه الدول تتصرف وكأن لها سياسة خارجية مستقلة عن حلفائها التقليديين. لكنه أشار في الوقت نفسه إلى «أننا نرى أن دولاً كبرى مثل الصين والهند لا تزال تعتمد سياسة خارجية معتدلة بعيداً من المواجهة». ووصف تشيبمان وجود فرع للمعهد في مملكة البحرين بالضروري للمنطقة، خصوصاً أن البحرين تشهد حدثين بارزين في كل عام هما «حوار المنامة» الذي يعقد في كانون الأول (ديسمبر)، ومؤتمر اقتصادي جغرافي عالمي أيضاً، إضافة الى الدور الذي يقوم به المعهد في خلق الوعي وبث المعلومات عن العالم في منطقة الخليج. وأشاد بالدور الذي تلعبه البحرين في تسهيل عمل المعهد ودعمه.