توقفت حركة المرور في شكل نهائي عبر جسر الملك فهد، الرابط بين السعودية والبحرين، عصر أمس، إثر عطل أصاب الجوازات في الجانب البحريني، في أعقاب «ضغط المسافرين»، على رغم أن يوم أمس، لم يكن يوم إجازة في البلدين، إلا أنه شهد حركة «كثيفة» من المسافرين. بيد أنه لا يكاد يمرّ يومٌ، من دون أن يخلو من «تشنّج الحركة» على جسر الملك فهد، وتوقّف سير المركبات، واصطفافها لساعاتٍ طويلة، ما يولد «الإحباط» لدى المسافرين، جراء «غياب الحلول الجذرية، وازدياد المشكلات التي تحتاج إلى وقوف فعلي، والسعي لإنهاء معاناة دامت سنوات عدة»، لم يتلقَّ حيالها المتضررون سوى «التصاريح الورقيّة التي لا تلبث إلا وتطير في مهبّ الريح». وأعاد العطل في «شبكة الحاسب الآلي» في الجانب البحريني، طوابير السيارات المتكدسة على الجسر، منذ منتصف النهار، ما أثار تذمّر المسافرين، الذين وصفوا مسؤولي الجسر ب «المستهترين»، لافتين إلى أن الجسر «يربط بين دولتين، ولا بد من احترام مواطني البلدين على أقل تقدير، ومراعاة مشاعرهم التي تستفزّ دوماً، بسبب التأخير الذي يصاحبهم في أيّ سفرة بين البلدين». وذكر مصدر يعمل في الجوازات البحرينية في جسر الملك فهد، في تصريحٍ إلى «الحياة»، أن «شبكة الحاسب الآلي لم تحتمل الضغط الكبير، ما أدى إلى تعطّل النظام من ناحيتي الدخول والمغادرة، ما اضطرّنا إلى البحث عن حلول لتلافي هذا الإشكال الذي قلّما يحدث من طرفنا»، لافتاً إلى أن العطل «استمرّ ساعات عدة، ابتداءً من الرابعة والنصف عصراً، حتى وقتٍ متأخر من المساء»، ما أدّ إلى تكدّس المركبات في ناحية جوازات وجمارك الجانب السعودي. وكانت أعداد المغادرين كبيرة، وبقوا في انتظار إصلاح العطل وإعادة النظام إلى وضعه الطبيعي ساعاتٍ إضافية، أرادوا تعجيلها بإطلاق العنان لأبواق مركباتهم. فيما عمد عدد منهم إلى مراجعة مركز الجوازات، لمعرفة أسباب التوقف، وأنها ليست بسبب «التطفيش» بحسب ما يتردد دائماً. وعزت إدارة الجوازات السعودية في الجسر، أسباب الزحام الذي تكرر ودام فترات طويلة أخيراً، إلى «الارتدادات من الناحية الأخرى»، ما هوّن الانتقادات عليهم. مؤكدة عزمها «تحسين الأوضاع»، عقب «موجة الغضب، والمطالبات بالتطويرات المستمرة على المنافذ والموظفين والأجهزة التي من شأنها تسريع حركة المسافرين، وتقديم خدمة تليق بالأعداد التي يستقبلونها بشكل يومي، تصل إلى عشرات الألوف. وتشهد المنافذ السعودية أعطالاً مماثلة في شكل متكرر، ما عدا المطارات التي تملك نظاماً احتياطاً. وأعلنت مديرية الجوازات نيّتها وضع كاميرات في الكبائن والساحات لمراقبة فاعلية العاملين، والمسافرين، «للخروج بأفضل جودة إنتاج وخدمات متبادلة». وكان مدير الإدارة العامة للجوازات اللواء سليمان اليحيى، زار جسر الملك فهد وشهد «زحاماً غير طبيعياً»، واطّلع على المشكلات. وأقرّ اللواء اليحيى، بالأسباب التي أدت إلى ذلك، مبدياً ضيقه من الزحام، مؤكداً البحث عن حلول له، ومنها «الاكتفاء بنقطة جوازات واحدة بالاتفاق بين السعودية والبحرين، إضافة إلى زيادة عدد الكبائن». فيما وعد الموظفين في جوازات الجسر بالنظر في مطالباتهم، والعمل على توفير الإمكانات اللازمة لهم. فيما أبدى مسافرون امتعاضهم «الشديد»، بعد أن أصبح زحام جسر الملك فهد «معضلة حقيقية»، يلزم الوقوف عليها بجدية، مطالبين بتكثيف الزيارات التفقّدية للمسؤولين على رأس موظفي الجوازات لحلها، والوقوف على تفاصيل المعاناة على مرأى منهم، إذ تعطّل سير الحركة لساعات، وتكدست المركبات على رغم فتح المنافذ كافة ، والاستفادة من الطاقة القصوى للموظفين. فيما بدت نبرة الموظفين في الجوازات «حزينة» تجاه مسؤوليهم، أملاً في النظر إلى مطالباتهم، ومراعاة ضغوط العمل في ظل غياب التقدير لجهودهم المبذولة.