توقف أمس القتال بين الحوثيين وآل الأحمر في مناطق حاشد القبلية في محافظة عمران، شمال اليمن، بعد توقيع الطرفين على اتفاق صلح بوساطة حكومية، ما انهى أسابيع من المعارك التي خلفت مئات القتلى والجرحى، وأسفرت عن سيطرة الحوثيين على معاقل آل الأحمر في خيوان والخمري ووادي دنان ومدينة حوث. وشوهد مئات المسلحين الحوثيين يجوبون مديريات المحافظة وسط أنباء عن سيطرتهم على منزل للشيخ الأحمر في مدينة خمر بعد انسحاب الأخير منها إلى صنعاء، فيما نقلت وكالة «فرانس برس» عن شيخ قبلي انه «تم التوصل الى صلح بين الحوثيين وحاشد من دون آل الاحمر». وقال المصدر ان «الذي يقود الصلح عن حاشد هو علي حميد جليدان، وهو من شيوخ قبيلة بني صريم». ويعد جليدان من أبرز حلفاء الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بيما آل الاحمر هم أبرز أعدائه. وكان آل الاحمر الذين يحظون بدعم من أجنحة حاشد ومن السلفيين ومن تجمع الاصلاح الذي يمثل «الاخوان المسلمين»، خاضوا معارك قاسية ضد الحوثيين وحلفائهم في معاقل قبائل حاشد في محافظة عمران. ورأت مصادر سياسية ان هذه المعارك تهدف الى حسم السيطرة على شمال غربي اليمن، استباقاً لتقسيم البلاد الى اقاليم ضمن نظام اتحادي جديد تم الاتفاق على اقامته بموجب الحوار الوطني. في موازاة ذلك، لا يزال التوتر قائماً في مديرية أرحب القريبة من شمال صنعاء في ظل تعذر عقد اتفاق بين الحوثيين ومسلحي القبائل، ما يهدد بعودة المواجهات في أي لحظة. على صعيد آخر، أكد شهود أن حافلة للجيش انفجرت صباح أمس في حي دار سلم جنوبصنعاء، وعلى متنها جنود كانت تقلهم إلى مقر عملهم، ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة 16 آخرين جروح بعضهم خطرة. ويعتقد بأن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة تم زرعها في أسفل الحافلة. فيما اعتبر مصدر أمني رفيع أن الهجوم يحمل بصمات تنظيم «القاعدة». وجاء الهجوم بعد يوم من تفجيرات هزت صنعاء ليل الأحد - الاثنين، في جوار السفارة الفرنسية وبعثة الاتحاد الأوروبي ومجمع وزارة الدفاع. وقالت اللجنة الأمنية أن التفجيرات ناجمة عن صاروخين من نوع «كاتيوشا بي إم 21» تم إطلاقهما من ضواحي العاصمة، كما أبطل مفعول صاروخ ثالث كان معداً للإطلاق. ودان الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية رومان ناضال في مؤتمر صحافي عقده أمس في باريس هذه التفجيرات، وقال إن حكومة بلاده «ستواصل دعم العملية الانتقالية في هذا البلد بالتعاون مع شركائها في الاتحاد الأوروبي وفي مجموعة الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وفي الأممالمتحدة»، مؤكداً أنه لا دليل يسمح بالاعتقاد بأن الانفجارات كانت «تستهدف سفارة فرنسا في شكل مباشر».