أجرى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري جولة جديدة من الاستشارات النيابية غير الملزمة، في ساحة النجمة لليوم الثاني على التوالي أمس، وشملت كتلاً من الاكثرية ونواباً منفردين. كتلة «القوات» واستهل الحريري لقاءاته عصراً بلقاء كتلة «القوات اللبنانية» التي قال باسمها النائب جورج عدوان: «على الحكومة ان تتقدم ببرنامج وزاري تتفق عليه، وهناك خلاف جوهري على عدد من المواضيع المطروحة، اليوم البند الوحيد الذي يمكن تأكيده للبنانيين اننا اتفقنا على تنفيذ مقررات الحوار، والتي من ضمنها سلاح حزب الله ونحن محكومون بالتفاهم عبر طاولة الحوار وقلنا ان هذا شأن يريد ان يبحثه اللبنانيون ويقرروا في شأنه بهدوء، وبرأيي علينا اعطاء الاولوية لعرض ما نحن متفقون عليه وما نختلف حوله وكيف نحل خلافاتنا، واذا لم نفعل، عبثاً الحديث عن تشكيلات ونختبئ خلف مطالب ومطالب اخرى، لذلك نحن في جلسة اليوم والتي ركزت على عمق الامور مع الرئيس المكلف، اتفقنا على استكمال البحث بجلسة ثانية ويمكن بجلسة ثالثة ككتلة قوات». واضاف عدوان قائلاً: «لماذا لا نذكّر بالاتفاق الذي توصلنا اليه لننفذ مقرارات الحوار المتفق عليها مع جدولة زمنية، ونترك جانباً موضوع سلاح حزب الله لنبحث به بهدوء بين اللبنانيين على طاولة الحوار». وتوقف عند مسألة الاكثرية والاقلية، ودعا الى البت في هذا الموضوع «عند الاكثرية وعند الاقلية على حدة لأن التقسيم حاصل على اساس اكثرية واقلية وليس على اساس وجود افرقاء متعددين، عندئذ اذا كانت هناك مشكلة حول حقيبة عند الاقلية فتكون عندها واذا كانت عند الاكثرية فتكون عند الاكثرية ككل، وفي النهاية لتؤمن حكومة تحل مشكلات المواطن اللبناني ونحل مشاكلنا لاحقاً، وعلى كل حال سنتابع البحث مع الرئيس المكلف ونحن منتفتحون على كل الاقتراحات وسنبحث كل الامور بهدوء، ولنحافظ على مسألتين: الدستور ونتيجة الانتخابات، وانطلاقاً من ذلك فإن كل الامور قابلة للبحث والتشاور». ونفى نفياً قاطعاً ان تكون الكتلة تضع شروطاً، واكد ايمان كتلة «القوات» بأن الحل اولاً واخيراً لبناني، وقال: «صحيح ان هناك مناخات تساعد لتكون الحلول افعل وامتن، لكن نحن راشدون ونستطيع ان نحل مشالكنا بأنفسنا». كتلة «الكتائب» والتقى الحريري كتلة حزب «الكتائب اللبنانية» التي سلّمته مذكرة تضمنت موقف الحزب من معظم القضايا. وقال عضو الكتلة الوزير ايلي ماروني إن الكتلة طالبت بحقيبتين وزاريتين هما السياحة والصناعة. وعبر الحزب في مذكرته عن قلقه على «مصير لبنان والشباب الطالع في وقت تستقوي فيه قوى الأقلية على الأكثرية في سياق انتعاش مختلف قوى التطرف في الشرق الأوسط بما فيها دولة إسرائيل»، مدبياً خشيته من أن «يؤدي استضعاف الأكثرية النيابية إلى إجهاض كل إنجازات ثورة الأرز المُمَحْوَرة حول سيادة لبنان واستقلاله، بناء الدولة العادلة والقوية، تثبيت فكرة التعايش الميثاقي، واستتباب الاستقرار والازدهار. وهي إنجازات يفترض أن تلتقي مع تحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الإسرائيلي إذا وُظّف هذا الإنجاز في إطار الدولة اللبنانية الواحدة فينحصر فيها قرار الحرب والسلام». ودعا الأكثرية الى أن «تستنهض قواها وتوحد صفوفها حول برنامج إصلاحي يكون نواة البيان الوزاري للحكومة المقبلة». ثم التقى الحريري كتلة «المستقبل» النيابية، وانهى استشارات اليوم الثاني بلقاء واحد جمع النواب المستقلين طوني ابوخاطر، عاصم عراجي وجوزيف المعلوف. ولادة كتلة «لبنان الحر الموحد» وفي اطار المواقف من تشكيلة الحكومة، أعلنت كتلة «لبنان الحر الموحد» النيابية التي اجتمعت لأول مرة ويرأسها رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية ان «وزارة الدولة التي أعطيت لنا (في صيغة التشكيلة الاولى) لا ترضينا والمنصب مردود مع الشكر». وحضر اجتماع الكتلة النواب: اميل رحمه، اسطفان الدويهي وسليم كرم. وقال فرنجية بعد اللقاء: «هذه هي التسمية الرسمية لكتلتنا النيابية وتداولنا أمور الاستشارات التي يجريها الرئيس المكلف وعلينا ان نرى اذا كان جدياً ام غير جدي، حتى الساعة ما نراه ونسمعه من الحلفاء ان هناك نقاشاً حول كل الامور وهناك بحث في كل المواضيع كما ان هناك حواراً، الآن اذا كانت استشارات على اساس ان يؤخذ بها فتكون البداية جيدة». وعن انعكاسات اللقاء السوري - السعودي على تشكيل الحكومة، قال: « هذا اللقاء يريح البلد، ولكن البعض يتحدث دوماً عن التدخل الخارجي، وأنا لا انفي هذا، ولكن اقول للشعب اللبناني عندما تتعرقل الامور تحصل ضغوط من هنا وهناك والذي يتراجع هو الذي يتأثر بالضغوط، وسنرى النتائج قريباً». وفي حال بقيت الامور على حالها، رأى فرنجية انه «لن تكون هناك حكومة». وحدد مطلب كتلته من الحكومة المقبلة بالقول: «نحن نطالب بوزير. وزارة الدولة التي أعطيت لنا لا ترضينا والمنصب مردود مع الشكر. ليس الرفض متعلقاً بالشخص فالشخص نعتز به وهي فيرا يمين، واذا كانت ستعطى لنا حقيبة سنبحث المشاركة في الحكومة». «حزب الله» ونصح نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم «باعتماد الصيغة التي تم الاتفاق عليها 15 - 10 - 5 مع كل مترتباتها، فيما شدد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية علي فياض على «ضرورة التسليم بما أُنْجز إبّان مرحلة التشكيل الأولى والبناء عليه والتركيز على معالجة النقاط العالقة، وهي على أي حال وبحسب تقويمنا، ليست معقدة، ولا يسعنا إلّا تجديد موقفنا الإيجابي والمتعاون لتجاوز حال الفراغ في السلطة، وندعو الجميع إلى التقاط المنحى الإيجابي الذي بدأ يرتسم على صعيد العلاقات السورية - السعودية وتوظيفه لمصلحة الاستقرار اللبناني».