أسرة فقدت الاستقرار، وأطفال غادرتهم الأفراح، بعد أن دهم السرطان جسد والدتهم. في الخوف يعيشون، وعلى الأحزان ينامون، لم يبق من يهتم لأمرهم سوى والد مسن كبلته الظروف المالية السيئة، ووجد نفسه محاطاً بمرض زوجته وتكاليف مادية لا قبل له بها. هذا الوضع هو ما تعيشه أسرة المريضة عائشة عواف، التي تعاني ورماً خبيثاً بعد أن شُخِّص على أنه ورم حميد، إذ أظهرت العينات التي أخذت من ثدي المريضة للكشف المبكر عن الحالة التي تعانيها، في مجمع الملك سعود الطبي في الرياض «الشميسي»، وجود سرطان في أعلى الثدي الأيمن. ويقول علي (زوج عائشة): «على رغم استئصال الورم السرطاني والمتابعة الطبية الفائقة، إلا أن الورم انتشر مرة أخرى، والحمد لله على قضائه وقدره». ويضيف: «تقدمنا بخطاب إلى الديوان الملكي لعلاج زوجتي، وبعد تقديم الأوراق التي تثبت وجوب علاجها في مكان متخصص، تمت الموافقة من المقام السامي على سرعة إحالة عائشة إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، مع توفير سكن للمرافقين». كانت استجابة مستشفى الملك فيصل التخصصي سريعة، «إلا أنه مع مرور فترة من الزمن بدأ الاهتمام يتناقص وبدأت بنود من الأمر السامي لا تطبق»، موضحاً: «دعاني الطبيب المسؤول عن علاج زوجتي، وأشار إلى أنهم يعتزمون إخراجها من المستشفى وإحضارها كل يوم لأخذ جرعة من الكيماوي وبعض العلاجات الأخرى، وهو ما أرهق زوجتي وربما كان له دور في ازدياد حالتها سوءاً». فجأة وجد علي نفسه وحيداً، زوجته على وشك الموت وحالتها من سيء إلى أسوأ، فاستنجد بمدير المستشفى وطرق باب هيئة حقوق الإنسان، إلا أنه لم يسمع سوى الوعود، «مع كل وعد شفهي من مسؤول كنت أخرج وأعلم أن لا شيء سيتحقق». ويتابع علي: «سقطت آخر أوراق الأمر السامي عندما تم نقل الأسرة إلى إسكان الوفاء الخيري، «السكن يحتاج إلى إصلاح والمياه تتسرب مع هطول الأمطار والمكان بارد والأطفال يعانون حالة نفسية عندما يشاهدون والدتهم ملقاة على السرير تئن وتبكي من شدة الآلام وهم لا حول لهم ولا قوة»، لافتاً إلى أن نقلهم إلى إسكان الوفاء كان بالنسبة إليه إشارة إلى عدم الرغبة في علاج زوجته. ويشير الزوج الحائر إلى أن الطبيب كان أوصى إلى عمل تحاليل لأربعة من أبنائه للتأكد من عدم إصابتهم بالمرض بالوراثة، «التحاليل كلفتها نحو 18 ألف دولار، لأن العينات سترسل إلى مختبرات في الولاياتالمتحدة والغريب أن هذه التحاليل يجب سدادها على حسابي الخاص». ويناشد علي المسؤولين في وزارة الصحة علاج زوجته والتنسيق مع مستشفى الملك فيصل التخصصي لتنفيذ الأمر السامي الكريم، مع إجراء تحليل لأبنائه الأربعة، كما ينتظر وقفة أهل الخير للنظر في وضع أسرته في شكل عام.