أنهت سوق الأسهم السعودية تعاملات كانون الثاني (يناير) الماضي بأداء جيد على المستويات كافة، مقارنة بالشهر السابق إذ زادت مؤشرات الأسعار وقيم التداول وأحجامها والصفقات المنفذة والسيولة المتداولة، ما انعكس إيجاباً على القيمة السوقية للأسهم المدرجة التي بلغت 1.802 تريليون ريال، بعد إضافة 49 بليون ريال (13 بليون دولار) إليها. وجاء الأداء الجيد للسوق نتيجة تحسن الطلب على الأسهم بعد النتائج المالية التي أعلنتها غالبية المصارف والشركات المدرجة في السوق، إضافة إلى إعلان شركات عدة ومصارف توجهها إلى زيادة رؤوس أموالها عبر منح المساهمين أسهماً مجانية، وستغطى قيمة تلك الأسهم من الأرباح المتبقية من فترات مالية سابقة. وتأثرت أسعار الأسهم إيجاباً بتلك الإعلانات التي رفعت الطلب على الأسهم، ودفعت أسعارها إلى الصعود بعد أن تعرضت لموجة بيع لجني الأرباح بعد انتهاء الشركات المساهمة من إعلان نتائجها المالية للربع الرابع ومجمل أعمالها عن عام 2013. وكان قطاع المصارف الأكثر تأثراً بإعلانات زيادة رؤوس الأموال، ومن أبرز المصارف التي أعلنت زيادة رؤوس أموالها «بنك الرياض» الذي زاد رأسماله 100 في المئة من 15 بليون ريال إلى 30 بليوناً. وكانت «مجموعة سامبا المالية» أعلنت زيادة رأسمالها من 9 بلايين ريال إلى 12 بليون ريال، فيما أعلن «البنك العربي الوطني» زيادة رأسماله من 8.5 بليون ريال إلى 10 بلايين ريال، إضافة إلى «البنك الأهلي التجاري» الذي زادها من 15 بليون ريال إلى 20 بليوناً. واستفاد المؤشر من تحسن أسعار أسهم الشركات الكبرى التي تستحوذ على نسبة كبيرة من قيمته، ليسجل نمواً نسبته 2.64 في المئة ما يعادل 225 نقطة، ليرتفع المؤشر إلى 8760.62 نقطة في مقابل 8535.6 نقطة نهاية كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وزيادة نسبتها 25.5 في المئة حققها في 2013. وزاد المؤشر في 14 جلسة، وكانت أكبر زيادة سجلها 0.82 في المئة في جلسة مطلع الشهر، بينما هبط في 8 جلسات، وكانت أكبر خسارة خلال الشهر 0.92 في المئة في نهاية تعاملات 27 كانون الثاني الماضي. وشهدت تعاملات الشهر الماضي تعليق التداول على أسهم «الشركة السعودية الهندية للتأمين التعاوني» (وفا للتأمين) بعد أن ورد في تقرير مراجعي حسابات الشركة، الامتناع عن إبداء الرأي حول القوائم المالية الأولية، ليرتفع عدد الشركات المُعلقة أسهمها عن التداول إلى خمس. وعُلّق في وقت سابق تداول أسهم شركة «بيشة للتنمية الزراعية» و «شركة مجموعة محمد المعجل» في تموز (يوليو) 2012، وأسهم «الشركة السعودية للاتصالات المتكاملة» مطلع شباط (فبراير) الماضي وأُعلن تصفيتها، كما عُلّق تداول أسهم «شركة الباحة» مطلع نيسان (أبريل) 2013. وزادت القيمة السوقية للأسهم المدرجة في نهاية تعاملات كانون الثاني إلى 1.802 تريليون ريال (480.4 بليون دولار)، في مقابل 1.752 تريليون (467.4 بليون دولار) نهاية كانون الأول الماضي، بزيادة 48.86 بليون ريال و2.8 في المئة، فيما ارتفعت السيولة المتداولة إلى 139.25 بليون ريال (37.13 بليون دولار) لكانون الثاني، في مقابل 116 بليون ريال (31 بليون دولار) للشهر السابق بزيادة 20 في المئة. كما صعدت كمية التداول 14 في المئة إلى 4.92 بليون سهم، في مقابل 4.33 بليون سهم، وارتفع عدد الصفقات المنفذة إلى 2.53 مليون صفقة، في مقابل 2.1 مليون صفقة للشهر السابق، بارتفاع 19 في المئة. وأظهرت بيانات التداول تباين أداء قطاعات السوق خلال الشهر الماضي بتأثير من المضاربات، وجاء مؤشر «الإعلام والنشر» في صدارة الرابحين بزيادة 9.61 في المئة. وحقق مؤشر «المصارف» خامس أكبر زيادة بنسبة 5.15 في المئة بدعم من ارتفاع أسهم 9 مصارف من القطاع، في مقدمها سهم «بنك الرياض» بنسبة 26.03 في المئة مسجلاً 36.80 ريال، ثم سهم «البلاد» الصاعد بنسبة 15.71 في المئة، بينما سجل سهم «الراجحي» خسارة 1.71 في المئة، وفقد سهم «السعودي - الفرنسي» 1.15 في المئة من قيمته. وسجل مؤشر قطاع البتروكيماويات أدنى زيادة في السوق بلغت 0.32 في المئة، بعد ارتفاع أسهم 6 شركات، وهبوط 8 منها، فيما استقر سهم «سابك» عند 111.5 ريال.