غيّب الموت مساء الجمعة الفنانة المصرية زيزي البدراوي التي تعد واحدة من فنانات الزمن الجميل، خصوصاً أنها تميزت بالرومانسية والصدق، وهو ما كان سبباً مباشراً لدخولها قلوب الناس. في سنواتها الأخيرة كانت تعاني مشكلات في القلب وسرطان الرئة، إلا أنها لم تفكر مطلقاً في الاعتزال أو الابتعاد، لإيمانها بأن الفن رسالة كبيرة، وهو ما انعكس إيجاباً على أعمالها التي كانت تحرص على أن تترك فيها بصماتها الخاصة، على رغم أن مساحة أدوارها فيها تراجعت مع تقدمها في السنّ. وهي كانت ترى أن الصدق في أداء الفنان أدوارَه يجعله متوهجاً لدى الجمهور، على رغم أنه حين يتقدم في السنّ يجد صعوبة في العثور على أدوار جيدة. ولم تشعر البدراوي يوماً بانحسار الأضواء عنها، مع العلم أن الصحافة كانت تضعها في بداياتها الفنية إلى جانب سعاد حسني ونادية لطفي، وكانت ترجع هذا الأمر إلى تصالحها مع نفسها ورضاها بما تناله لإيمانها بالقسمة والنصيب. قدّمت 23 فيلماً سينمائياً، وكانت تعتز بالأفلام التي كانت سبباً لشهرتها، ومنها «إحنا التلامذة» و «امرأة على الهامش» و «بين القصرين» و «عريس لأختي» و «البنات والصيف». كما كانت تعتز بدوريها اللذين انتقلت فيهما إلى شخصية الأم، وهما «ليالي الحلمية» و «المال والبنون»، علماً أنها شاركت في بطولة عشرات المسلسلات التلفزيونية، ومنها «بوابة الحلواني» و «بره الدنيا» و «بابا نور» و «أفراح إبليس» و «حق مشروع» و «حضرة المتهم أبي» و «سمارة» و «بنت من الزمن ده» و «قلب ميت» و «قضية معالي الوزيرة». كما شاركت خلال مشوارها في عدد من المسرحيات، منها «هاملت» و «شيء في صدري» و «أولادنا في لندن». وكانت تعتبر هند رستم بمثابة والدتها التي وقفت بجانبها، وعلمتها التعامل مع زوايا الكاميرا والدقة في المواعيد. ونعى كثر من الفنانين والنقاد الراحلة، وقال عنها المخرج عمر عبدالعزيز الذي تعاونت معه في مسلسل «كلام نسوان»: «إلى اللقاء زيزي البدراوي. كانت واحدة من أرقى الفنانات اللواتي شرّفني العمل معهن. وكانت صديقة بكل معنى الكلمة». أما المؤلف محمد جلال عبدالقوي الذي تعاونت معه في مسلسل «المال والبنون» فقال: «كانت فنانة رائعة، تملك موهبة كبيرة، وبهرتني في تجسيد شخصية «نجاة هانم» في الجزءين الأول والثاني من مسلسل «المال والبنون» حيث أجادت في تجسيد شخصية الأم المضحية بنفسها لكل من عبلة كامل وحنان ترك. واكتشفت أنها تملك إلى جانب موهبتها الفنية رجاحة عقل واتزاناً نفسياً قلما تجده في شخص». وقال المؤلف عبدالرحيم كمال الذي تعاونت معه في فيلم «على جنب يا أسطى»: «كانت سيدة مهذبة ووديعة ورقيقة»... وشاركت البدراوي التي شيعت جنازتها ظهر أمس من مسجد مصطفى محمود، خلال شهر رمضان الماضي في بطولة ثلاثة مسلسلات هي «نقطة ضعف» أمام جمال سليمان، و «الصقر شاهين» أمام تيم حسن، و «الركين» أمام محمود عبدالمغني. وتوفيت قبل أن تستكمل تصوير دورها في مسلسل «جرح عمري» أمام حسن يوسف وسهير رمزي وإخراج تيسير عبود. يذكر أن فدوى جميل البيطار التي اشتهرت باسم زيزي البدراوي، وهو الاسم الذي اختاره لها المخرج حسن الإمام نسبة إلى اسم ابنته زيزي، ولدت في القاهرة في 9 حزيران (يونيو) 1944، وبدأت حياتها في السينما من خلال دور صغير في فيلم «بور سعيد». تزوجت مرتين، الأولى بالمخرج عادل صادق، والثانية بمحامٍ. وابتعدت عن السينما أثناء فترة زواجها، ثم عادت في شكل مكثف في الدراما التلفزيونية.