أبلغت وزارة العمل المشاغل النسائية في المملكة بأن نسبة السعودة سترتفع من 10 في المئة إلى 50 في المئة، خلال الأعوام الخمسة المقبلة، مؤكدة أن هذا القرار سيتم تطبيقه من دون استثناءات، فيما أكدت مستثمرات أن عدد المشاغل يتجاوز 70 ألفاً، لذلك يحتاج قرار رفع نسبة السعودة إلى خطة متكاملة تشارك فيها جهات عدة، بما فيها التعليم العالي والتدريب المهني، لتأهيل وتخريج السعوديات ليحللن محل الأجنبيات. وذكرت مصادر ل«الحياة» أن بعض المشاغل حققت نسبة سعودة تجاوزت 50 في المئة، إلا أن عددها محدود جداً، مشيرة إلى أن مجموعة من المشكلات سيتم إيجاد حلول لها خلال الفترة المقبلة، وفي مقدمها تدني الأجور، وهي المشكلة التي تواجه كثيراً من العاملات السعوديات في سوق العمل، إضافة إلى ساعات العمل الطويلة، والتي تزيد على 8 ساعات يومياً، أو 48 ساعة أسبوعياً، حتى إن بعض العاملات يجبرن على العمل 12 ساعة يومياً، من دون أن يتقاضين بدل عمل إضافي، إضافة إلى عدم حصولهن على العطل الرسمية والسنوية والمرضية، وعدم وجود تأمين صحي أو نقل، وهذه مشكلات أساسية تواجه العاملات في صالونات التجميل بشكل عام. وأوضحت مستثمرات في القطاع، خلال لقاء موسع للمشاغل عُقد في مركز سيدات الأعمال في غرفة تجارة الشرقية، ولجنة المشاغل النسائية، أن تدريب الفتيات الراغبات في العمل وإعدادهن بما يتناسب مع سوق العمل أصبح أمراً إلزامياً من الجهات التي لها علاقة بالتعليم والتدريب، ليوفر العدد المطلوب من العاملات المؤهلات كي يضمنّ الارتقاء في القطاع، ويقدمن الأفضل. وقالت رئيسة لجنة المشاغل النسائية في المنطقة الشرقية شعاع الدخيلان، إن «القرار يحفز على التدريب وتهيئة السعوديات الموهوبات في مجال التزيين والتجميل، إلا أننا نطالب بحلول جادة في التدريب، بالتنسيق مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، إذ من الطبيعي أن يكون في المنطقة أكاديميات ومعاهد متخصصة في هذا المجال، تمنح الشهادات المعتمدة، علماً بأن مجموعة سيدات أعمال حاولن إنشاء معهد بشراكة موحدة، إلا أن صعوبات حالت دون التنفيذ». وأوضحت الدحيلان أن «مقترحاً تم تقديمه إلى مجلس الغرف السعودية في شأن إنشاء لجنة وطنية للمشاغل، التي أصبح عددها 70 ألف مشغل على مستوى المملكة، فالقطاع في حاجة إلى لجنة تعمل على حل المشكلات التي تواجه القطاع، وتقدم مقترحاتها لتطوير الأداء، وتحسين مستوى العمل، فمواكبة الموضة وعالم التجميل أمر يتطلب الدرس والمهنية، والأهم هو تحقيق سلامة العملاء وتقديم خدمة تليق بهم بالشكل المطلوب»، وأضافت: «عندما قدمنا مقترح اللجنة الوطنية إلى مجلس الغرف، وضعت اشتراطات، من بينها أن تكون هناك خمس لجان في خمس مناطق، علماً بأن العدد كان ثلاث لجان فقط، وحالياً أصبح العدد خمس لجان في كل من الشرقية والرياض وجدة والمدينة المنورة والأحساء»، مؤكدة «وضع تصور كامل للّجنة مع خطة شاملة لتحسين القطاع، ومناقشة أبرز المستجدات فيه، وبحث تنمية الاستثمار، ومواجهة العقبات من خلال مقترحات تحسّن مستوى الأداء وتنشّط القطاع». وقالت مديرة مركز سيدات الأعمال هند الزاهد، إن «الهدف من تقديم مقترح إنشاء لجنة المشاغل الوطنية هو مواجهة التحديات والعقبات، وتحسين مستوى الاستثمار في القطاع، إذ لا يزال هو الأول من حيث حجم استثمارات السعوديات، ونتطلع من خلالها إلى طرح المشكلات وتقديم الحلول». ونفذت عضو لجنة المشاغل النسائية وفاء داوود ورشة عمل بعنوان احترافية الأداء في المشاغل النسائية، والتعرف على السلوك المقبول وغير المقبول أثناء العمل، ودعت إلى تحقيق الأفضل في أداء الموظفات سواء المواطنات أم المقيمات. وقالت: «لا بد من تطوير التقنيات الحديثة والالتقاء بالعاملات الجدد ومصففات الشعر وخبيرات التجميل، بهدف رفد القطاع بالخبرات»، وأضافت: «لا بد من التعامل مع شركات التجميل الاحترافية الدولية والتعرف على المنتجات الجديدة التي تساعد في تطوير المهارات، فنحن نعاني في بعض الأحيان من نقص في المواد، ما نضطر إلى السفر لجلبها، مؤكدة «اكتشاف أحدث اتجاهات الموضة والأفكار لاكتساب الشهرة وتحقيق الأرباح». واستعرضت خلال الورشة التي حضرتها عاملات في المجال ومستثمرات، السلبيات التي تعتري القطاع، ومنها: مشكلات نقص السيولة المادية، ونقص الموارد البشرية، ومهارة وأداء الموظفات، ومحيط العمل، والمنافسة. منوهة إلى ضرورة تطوير الأداء من خلال الدورات التدريبية لموظفات الاستقبال، كما تخلل الورشة التعليمات والإرشادات الخاصة بالعاملات، مع ضرورة التقيد بالزي الرسمي الموحد للعاملات داخل المشغل، والاحتشام والنظافة العامة.