منذ أيام قليلة مضت احتفلت هيئات ومؤسسات البريد في دول العالم كافة باليوم العالمي للبريد، لما لهذا المرفق الحيوي والمهم من أهمية كبرى وضرورية لا يمكن الاستغناء عنها، إذ هو لغة التواصل بين مختلف شعوب الأرض، ليرسل كل شخص إلى أهله وأصدقائه وأحبابه بخصوصياته عبر هذا المرفق الحيوي. وتعتبر مؤسسة البريد من الجهات المهمة في حياة المجتمعات الانسانية، وأحد الأمور التي يقوم بها الفرد كي يتصل بمن يريد عن طريق وريقات بسيطة ومدد وطابع بريدي يوضع على الظرف، ولكن من ينقل ذلك الظرف الى صاحبه في البلاد البعيدة التي يريدها من كتب تلك الرسالة، هناك مؤسسة بريدية تختص بذلك تقوم بمجهودات ضخمة كي تسهل هذه العملية، وهي نقطة الوصل بين المُرسِل والمُرسَل اليه، ونحن في مملكتنا الغالية يوجد هذا المرفق الحيوي المهم «البريد السعودي» الذي هو خلية نحل يربط بين جميع الإدارات الحكومية والمناطق والمدن الحبيبة داخل مملكتنا الغالية. فمنذ القدم كان التواصل بين الشعوب أمراً معروفاً ومهماً، ومن أهم الوسائل في ذلك الوقت «الرسائل»، أعني بها تلك التي كانت تحملها طيور الحمام الزاجل، ثم تطورت الى أن أصبحت تُحمل على السفن أو على لسان شخص ما، ومن ثم فتح العرب في عهد الخليفة عمر بن الخطاب «رضي الله عنه» ديواناً للبريد، وازدهر في العهد العباسي الى ان تطور عبر العصور حتى وصلنا إلى زمننا هذا. لقد أتاحت التكنولوجيا الحديثة، والتطور العلمي الهائل في مناحي الحياة كافة، للأصدقاء والأقارب في بلادنا وبلاد العالم المختلفة التحدث عبر الحدود والقارات والمحيطات عن طريق الانترنت «البريد الالكتروني»، لكي تنقلك الى عالم جديد من «الخيال الحقيقي» عبر شاشة كومبيوتر مزودة بالسماعات والصورة. والآن دعنا نُعرّف مصصلح «البريد الالكتروني»: هو إحدى وسائل الاتصال عن طريق كتابة رسالة نستطيع إرفاق بعض الصور والصوتيات معها، يقوم كاتبها بإرسالها إلكترونياً مستخدماً شبكة المعلومات «الانترنت». ومن الملاحظ أن هذا البريد الالكتروني ليس النوع الوحيد من عائلة البريديات، ولكنه الأسرع والأكثر استخداماً في التواصل بين الناس كافة. دعنا نراجع عجلة الزمن الى الوراء قليلاً لنصبح في عصر لم يعرف «الانترنت» بعد... يُروى أن طفلة صغيرة كانت تعيش مع جدتها الفقيرة في ضاحية من ضواحي مدينة أوروبية، وعندما عرفت الطفلة مكان عيش والدتها ألحت على جدتها العجوز برغبتها، «النابعة عن فطرتها تجاه أمها»، في رؤية أمها، ولكن الجدة الفقيرة فكرت في طريقة توصل بها الطفلة الى أمها، فوجدت أن أفضل هذه الطرق التي دارت في مخيلتها - آنذاك - أن ترسل الطفلة على أنها طرد بريدي، وبالفعل قُبِلت هذه الفكرة من وزارة البريد آنذاك، فأرسلتها وكأنها رسالة عادية ووصلت الى حضن أمها الدافئ. ومن هذه القصة استشهدنا أن البريد كان ولا يزال وسيلة اتصال عالمي. سوسن عبدالله الحواج - الأحساء