علمت «الحياة» من مصادر مطلعة أن عدداً من السعوديين نُصِّبوا «مفتين» في تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في سورية، وكلفوا بالتنقل بين «الكتائب» لثني السعوديين عن رأيهم في الانشقاق الذي ظهر في التنظيم أخيراً. وأكدت المصادر أن السلطات الأمنية السعودية تحفظت على أحد عناصر «داعش» سليمان السبيعي، نجم «الكيك» المعروف ب«السمبتيك»، بعد تسليمه نفسه بواسطة والده سعود السبيعي الذي عاد من تركيا إلى المملكة أمس. وأوضح أن «داعش» كلفت عدداً من السعوديين، بعضهم أكاديميون متخصصون في العلم الشرعي، بالتنقل بين الكتائب المتشددة للتأثير فيهم لئلا ينشقوا عن التنظيم، على أن تُنقل تفاصيل الزيارات في شكل «إيجابي» عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي. وتحفظت السلطات السعودية على سليمان السبيعي المعروف ب«السمبتيك»، وهو أحد عناصر «داعش»، بعد عودته إلى بلاده أمس بمعية والده من تركيا، حيث كان ذووه في استقباله. ورجحت مصادر أن عودة السبيعي تأتي في إطار مراجعة سعوديين - غُرر بهم للذهاب إلى سورية - لفكر «داعش»، ولفتت إلى أن أعداداً كبيرة من السعوديين باتوا يشعرون أنهم ليسوا في «المكان الصحيح»، وقالت: «اكتشفوا زيف أفكار التنظيم لاسيما بعد ضغوط تعرَّض لها بعضهم لاستغلالهم في هجمات انتحارية من دون مراعاة للأرواح البريئة التي قد تسقط جراء ذلك». بينما ذكر مصدر موثوق به ل«الحياة» أن ضغوطات عائلية نجحت في إقناع نجم «keek» سليمان السبيعي بالعدول عن رأيه في مواصلة مشواره في صفوف «داعش»، إذ انتقل منذ خمسة أيام إلى إحدى المدن التركية القريبة من الحدود السورية، للالتقاء مع والده الذي حضر إلى هناك. وكان السبيعي غادر إلى سورية بعد مقتل شقيقه عبدالحكيم بأيام، وفاجأ أسرته في رمضان الماضي باتصال هاتفي من الحدود التركية – السورية. وكان والده يحاول ثنيه عن أفكاره من خلال معاتبته على الرسائل الخاصة في موقع «تويتر»، إلا أن سليمان ظل يلتزم الصمت ولم يجب، أو يبرر ذهابه إلى سورية. وتضمنت الأسئلة المتكررة عتاباً لسعود من قبيل: «نحن لم نأذن لك! كيف تخرج من دون علمنا؟ على الأقل علِّمنا».