مثل قائدا الحرب السابقان لقوات صرب البوسنة رادوفان كراديتش والجنرال راتكو ملاديتش سوياً للمرة الأولى أمس، أمام محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا في لاهاي، والتي اعتبرها ملاديتش «شيطانية»، لكن المحكمة أجبرته على الإدلاء بشهادته في محاكمة قائده السابق. وكان كراديتش، المُتهم وملاديتش بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، أعرب عن رغبته في أن يدلي ملاديتش بشهادته لمصلحته، في محاكمة منفصلة. ملاديتش الذي لم يكن يرغب في الأمر، اضطر إلى ذلك بعد دعوة إلزامية من المحكمة التي هددت بملاحقته بتهمة ازدرائها. وحاول برانكو لوكيتش، محامي ملاديتش، إقناع القضاة بألا يدلي موكله بشهادته، معتبراً أنه «ليس في حال تمكّنه من الإدلاء بشهادة». وأضاف أن موكله يعاني من اضطرابات في الذاكرة ولا يمكنه التمييز بين «الحقيقة والخيال»، و «يخترع أموراً يعتقد بأنها الحقيقة». وقال ملاديتش خلال جلسة للمحكمة في لاهاي: «إنها محكمة شيطانية، ولا أعترف بمحكمة الحقد هذه. إنها من صنع الحلف الأطلسي». وأثار ضحك الحاضرين، بعدما سأل القضاة إثر حصوله على تجميد للجلسة لثلث ساعة: «هل يمكن أن يأتي لي عناصر الأمن بأسناني من زنزانتي، كي أتمكن من التكلم في شكل أفضل»؟ أما كراديتش فقدّم الإجابة ذاتها على كل سؤال طُرح عليه، قائلاً: «لا أستطيع ولا أرغب في الإدلاء بشهادتي، لأن ذلك سيضعف وضعي الصحي ويمسّ قضيتي». ورفض القضاة عرضه قراءة نص من سبع صفحات كتبه مساء الاثنين. ولدى إخراجه من قاعدة المحكمة، تبادل ملاديتش إيماءات مع كراديتش، قائلاً: «شكراً جزيلاً، رادوفان. آسف، أولئك الأغبياء لن يسمحوا لي بأن أتكلم، ويدافعون عن الحلف الأطلسي». وكراديتش (68 سنة) وملاديتش (72 سنة) مُتهمان بتنفيذ تطهير عرقي في البوسنة خلال حرب أسفرت عن مئة ألف قتيل ونزوح 2.2 مليون شخص، بين 1992 و1995. وهما ملاحَقان خصوصاً في شأن مجزرة سريبرينيتشا التي أدت إلى مقتل 8 آلاف رجل وصبي مسلم، في تموز (يوليو) 1995. في غضون ذلك، أوقف أوليفر ايفانوفيتش، وهو أحد القادة السياسيين الأساسيين لصرب شمال كوسوفو، لمدة شهر للاشتباه بتورطه في جرائم حرب طاولت ألباناً خلال النزاع في الإقليم (1998-1999).