قتل 3 جنود في الجيش المصري وجُرح 11 آخرون بعدما استهدف مسلحون حافلة كانت تقلهم في وسط سيناء، فيما أعلنت جماعة «أنصار بيت المقدس» قصف مسلحيها مروحية عسكرية في سيناء قُتل أفراد طاقمها جميعاً. وأعلنت وزارة الصحة أمس أن 49 قتيلاً سقطوا في اشتباكات شهدتها محافظات عدة بين الشرطة ومتظاهرين ينتمون إلى جماعة «الإخوان المسلمين» وقوى ثورية تعارض الحكم الحالي. وأعلن الجيش في بيان أمس للناطق باسمه العقيد أحمد محمد علي أن مسلحين ملثمين يستقلون سيارة دفع رباعي استهدفوا صباح أمس حافلة إجازات لأفراد القوات المسلحة في وسط سيناء، ما أسفر عن مقتل 3 جنود وجرح 11 آخرين. وأوضحت مصادر ل «الحياة» أن المسلحين قصفوا الحافلة بقذائف «آر بي جي». وأضاف علي: «تنعى القوات المسلحة ببالغ الحزن والأسى دماء أبنائها في سبيل الواجب والذين يبذلون أرواحهم الذكية ثمناً لحرية واستقلال هذا الوطن»، مؤكداً العزم على «مواصلة الحرب ضد الإرهاب الأسود والقضاء الكامل على دعاة الظلام والفتنة والتكفير التابعين لجماعة الإخوان الإرهابية». وكان 3 ضباط طيارين ومهندس ومساعد في الجيش لقوا حتفهم إثر سقوط مروحية عسكرية تقلهم في شمال سيناء أول من أمس. وأوضح الجيش أن المروحية «تحطمت خلال تنفيذ أعمال دهم مكلفة بها لمعاونة العمليات العسكرية التي تقودها القوات المسلحة ضد العناصر التكفيرية في شمال سيناء»، لكن لم يعلن أسباب سقوطها في منطقة جنوب الخروبة. لكن جماعة «أنصار بيت المقدس» تبنت في بيان إسقاط المروحية بصاروخ وقنص جندي واستهداف مكامن أمنية ووحدات شرطية في سيناء. وتقدم وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي الجنازة العسكرية للضحايا، وقدم العزاء إلى أسرهم، وصدق على ترقيتهم جميعاً إلى الرتبة الأعلى. إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة أن الاشتباكات التي اندلعت بين متظاهرين وقوات الشرطة خلال إحياء الذكرى الثالثة للثورة خلفت 49 قتيلاً و247 جريحاً، مشيرة إلى أن القتلى سقطوا في محافظات القاهرةوالجيزة والمنيا والإسكندرية، فيما أعلنت وزارة الداخلية توقيف 1079 شخصاً «من مثيري الشغب» أول من أمس «في حوزة بعضهم أسلحة وقنابل». وقالت في بيان إن «اشتباكات عدة حدثت بين عناصر الإخوان وأهالي بعض المناطق كان أشدها في مناطق المطرية والألف مسكن شرق القاهرة». وكان ميدانا المطرية والألف مسكن شرق القاهرة شهدا مواجهات دامية بين الشرطة ومتظاهري «الإخوان» سقط فيها أكبر عدد من القتلى أول من أمس، قدروا بالعشرات. وكان آلاف من مؤيدي مرسي تجمعوا في ميدان ألف مسكن، وتصدت لهم الشرطة لتفريقهم بقنابل الغاز المسيل للدموع، لكن الأحداث تطورت، ودارت معارك عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين وسط سماع دوي إطلاق نيران كثيف، لتتحول المنطقة إلى ساحة مواجهة مفتوحة. وتحدث شهود عن مقتل نحو 20 متظاهراً. وبعدما تمكنت الشرطة من إحكام سيطرتها على الميدان، توجهت حشود إلى ميدان المطرية معلنة الاعتصام فيه. ونصبت بالفعل ثلاث خيام في الميدان، قبل أن تقتحمه الشرطة ليتكرر مشهد المواجهات مجدداً في شكل أعنف. وروى شهود أن متظاهرين أطلقوا رصاصات من أسلحة آلية صوب الشرطة. وبعد معركة استمرت ساعات تمكنت الشرطة من تفريق المتظاهرين وألقت القبض على عدد منهم. وسقط أكثر من 15 قتيلاً. وكانت قوات الشرطة ألقت القبض على 7 صحافيين خلال تغطيتهم الاشتباكات، فيما أصيب 4 آخرون بطلقات نارية وخرطوش. ودانت «مؤسسة حرية الفكر والتعبير» و «مرصد صحافيين ضد التعذيب» الانتهاكات التي تعرض لها الصحافيون خلال تغطية فعاليات ذكرى الثورة. ورصدتا في بيان مشترك 36 حالة انتهاك تنوعت ما بين المنع والاعتقال أو الاعتداء على الصحافي وتحطيم معداته أو الاستيلاء عليها. وحمل البيان الشرطة مسؤولية تلك الانتهاكات، معرباً عن اعتقاد بأنها «كانت ممنهجة» بهدف «الحيلولة بين الجمهور وبين حقيقة أحداث العنف والانتهاكات البالغة للحقوق والحريات التي مارستها قوات الشرطة ضد المتظاهرين». وأضاف أن «استهداف الصحافيين يؤكد عدم احترام قوات الشرطة للقانون». وطالب بالتحقيق في كل الاعتداءات والانتهاكات التي طاولت الصحافيين. وقال حزب «مصر القوية» الذي يترأسه القيادي السابق في «الإخوان» عبدالمنعم أبو الفتوح إن «السلطة واجهت التظاهرات في الذكرى الثالثة للثورة بالرصاص الحي والخرطوش والقنابل المسيلة للدموع»، مضيفاً: «يطل علينا الإرهاب كل يوم ويقتل الأبرياء من جنودنا شهداء الواجب والمواطنين الأبرياء وتعجز السلطة عن مواجهة ذلك كله ولكنها تستأسد على الأبرياء المسالمين الذين يطالبون بوطن حر وكريم». ودانت «حركة شباب 6 أبريل» في بيان «اعتداءات قوات الأمن المدعومة بالبلطجية على التظاهرات». وقال المنسق العام للحركة عمرو علي إن «القمع الأمني غير المسبوق للتظاهرات وسقوط أكثر من 50 شهيداً ومئات المصابين ومئات أخرى من المعتقلين هو رسالة واضحة أن الأمور عادت إلى ما قبل 25 يناير 2011 بل وأسوأ». وأضاف أن «ممارسات نظام الحكم الموقت من قمع أمني غاشم واستبداد واضح لا يسمح بمعارضة حقيقية وانسداد الأفق السياسي كلها تسبب وتدعم الإرهاب الذي يتغنون بمحاربته». من جهة أخرى، هاجم مؤيدون لمرسي أمس مركز شرطة العياط في الجيزة لكن قوات تأمين القسم تصدت لهم وفرقتهم بقنابل الغاز. ورشق متظاهرون مؤيدون لمرسي نقطة شرطة الحي العاشر في حي مدينة نصر شرق القاهرة بزجاجات حارقة، فشبت حرائق في أجزاء متفرقة منها. وتجمع أنصار «الإخوان» أمام قسم شرطة الرمل في الإسكندرية تلبية لدعوة من «تحالف دعم الشرعية» في المدينة «لحصار القسم لإطلاق الموقوفين»، لكن قوات الأمن فرقتهم.