أسهمت احتفالات العيد التي أقامتها أمانة منطقة الرياض في حي السويدي (جنوب غرب الرياض) في تغيير صورة «الانغلاق» التي كونها البعض، خصوصاً المقيمين الأجانب منهم عن هذا الحي، فالفرحة بدت على أوجه الحاضرين الذين كانوا يهتفون مع الأهازيج ويرقصون العرضة النجدية والأناشيد الوطنية، ويحيون الشباب أثناء تقديم عروضهم. توزعت البسمة على ثلاثة أماكن، أولها كان على المسرح المفتوح، إذ عرضت عليه مسرحية «الدروازة» التي تحكي طبيعة الحياة النجدية وأهالي العقيلات قبل توحيد المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز، وفي ناصية المسرح أقيم متحف لعلي سليمان الدبيخي قدم فيه النسخ الأولى للصحف العربية القديمة وبعض الآثار والعملات المميزة بقدمها. أما المكان الثاني، فكان على مسرح الطفل الذي حاصرته العوائل إلى عتبته من شدة الأنس والفرح، فيما خصص المكان الثالث للشباب وحدهم، أقيمت فيه مسابقة متخصصة في السيارات والطائرات بالتحكم عن بعد، وعدد من الرياضات العالمية التي أشرف عليها مركز الأرض والفضاء في السعودية. الألعاب النارية هي الأخرى، أسهمت في إضفاء جو ممتع لدى الحاضرين، إذ يتاح للجالسين في ساحات عروض السويدي النظر لها عن قرب. وعلى رغم أن التجهيزات لساحات العروض في حي السويدي أتت متأخرة، كما يذكر أحد المسؤولين في «أمانة الرياض»، إذ لم يتم تعميد المشرف على المسرح الطفل سالم الجعيد إلا في نهاية رمضان، إلا أن ذلك لم ينعكس سلباً على الحضور، إذ امتلأت الكراسي المعدة لمسرح الطفل التي يبلغ عددها 3 آلاف عن آخرها، وشهدت عروضاً لافتة للدراجات، ولاقت تصفيقاً حاراً من الجمهور، كما أن عروض «رول سكيت» (الزلاجات) التي قدمتها فرقة شبابية سمت نفسها «البروق» اجتذبت الجمهور، إذ إن أداءها شبيه برقصات مغني البوب. ولم يكن المسرح مقتصراً على الطفل وحده، إذ شاركت الأمهات بمسابقة كان الأطفال هم رسل الإجابة فيها، وشهدت تفاعلاً لاقى استحسان الحضور. في اليوم الوطني، اكتسى المسرح باللون الأخضر وتوشح المقدمون بالأعلام والزي السعودي، وهتفت مكبرات الصوت بالعرضة النجدية التي على أثرها تراقص الحضور، ولم تسجل ساحات عرض السويدي أي مخالفات تذكر بحسب مسؤولين في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تحفظ بعض رجالها على الأهازيج الإنشادية، معتبرين المؤثرات البشرية مع البيانو نوعاً من الموسيقى المحرمة. من جانبه، أوضح المشرف على مسرح الطفل سالم الجعيد أن الحضور في اليوم الأول وصل إلى 5000 آلف زائر، وفي بقية الأيام تراوح بين 3000 و 4000 زائر، مبدياً فرحه بهذا الحضور والتفاعل، معتبراً أن تميز مكان العرض أسهم في زيادة عدد الحضور: «يتاح لهم رؤية الألعاب النارية وهم في أماكنهم، كما أن سعة المكان له دور في اجتذاب الناس إذ يتسع لنحو 7000 زائر».