أخذت العزة بالشعر السعودي فهد المساعد في حواره الجدلي مع الأمير الشاعر خالد بن سعود الكبير، بعد تغريدة للأخير عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تضمنت بيتين للشاعر الكويتي علي المساعد، في قصيدة غناها عبدالله الرويشد قبل 10 أعوام. وبدأت شرارة الخلاف حينما غرّد الأمير الشاعر خالد بن سعود الكبير ببيتين لزميله الكويتي علي بن مساعد: «لا تقول وينك تدري وين تلقاني/ على غيري اكذب تعذر يا نظر عيني/ المشكلة ما يتوه درب عنواني/ اللي يبيني يسأل عنك يلاقيني»، وردّ عليه فهد المساعد بتغريدة كتب فيها: «جميل يا أمير، ولكن ليتك أشرت للكسر في الأبيات»، ليتبع ذلك بالقول: «ما فيها موزون إلا شطر (المشكلة ما يتوه درب عنواني)»، ليردف ذلك برده على أحد المتابعين المشتركين بينه وبين الأمير بقوله: «الأمير شاعر مبدع وأتوقع أنه فعلاً معجب بالفكرة»، ليجاوبه خالد بن سعود الكبير بردٍّ قاسٍ: «ما فيها كسور، وليتك سألت شاعراً متمكناً قبل نقدك الأبيات، وظني عدم معرفتك بغناء لحن الهجيني الطويل، ما جعلك تقول إن فيها كسوراً». وبعدها بلحظات عاد فهد المساعد ليقول: «لم أعتد أن أسأل أحداً عن الوزن يا سمو الأمير، تجاوزت هذه المرحلة لهواجس أكبر في الشعر، إن أردت أن تسأل فأنا مدين لك باعتذار»، وجاوبه خالد بن سعود بقوله: «شيل البيت على لحن القصيدة المعروفة يالله أنا طالبك حمراً هوا بالي»، لكن المساعد لا يزال مصراً على موقفه، ويكرر حديثه السابق: «الوزن مكسور وأراهن على ذلك، بمن ترتضي سؤاله، اسأل من يؤيدك في وزنها أما أنا متأكد تماماً مما ذكرت». ويبقى احترامك، لكن تراني لا أشيل على لحن، ولا أستشير، أعرف الكسر مثل ما تعرف الموسيقى النشاز، هذه فطرة الشعراء»، ليرد خالد بن سعود بتغريدة: «إذاً لا تنتقد حتى تتأكد أخي الكريم». ويبدو أن المساعد فقد أعصابه وزاد غضبه ليعلن التحدي بعدها بقوله: «إذا ما فيها كسر حقيقي أعلن اعتزالي للظهور الإعلامي، وأنت من يختار 3 شعراء تسألهم عن وزن الأبيات»، ليرد خالد بن سعود الكبير ب: «راهن صاحبها أما أنا أعطيتك رأيي». وتبادل الاتهام على كسر الأبيات من عدمه دفع المساعد إلى التغريد في تغريدة منفصلة بقوله: «أحترم مكانة الأمير خالد الكبير وأحترم عمره، لكن رده عليّ بعد أن أشرت للكسر بقوله اسأل شاعراً متمكناً أجبرني على إثبات تمكن أحدنا، انتهى إلا إذا». الناقد الشعري في «تويتر» «كشاجم» وجد في جدل الشاعرين مكاناً لإبداء رأيه في الأبيات، وذلك بتعليقه بقوله: «الأبيات فيها ثقل وعسف ورفس وإدغام بغير غنة، لكنها موزونة، أطالب فهد بتقديم فيل وردي وتنتهي المشكلة». «الحياة» تواصلت هاتفياً مع الشاعر الكويتي علي مساعد، الذي أكد أن أبياته على بحر «الهجيني»، «لو غُنيت بالشكل السليم لها سيظهر الوزن»، مؤكداً احترامه لوجهة نظر الشعراء. وأضاف: «كان هناك اختلاف في وجهات النظر وكل شاعر منهم أبدى رأيه، وأنا أحب أن أكون منحازاً للجميع، وفي النهاية نحن إخوة». وأضاف أن قصيدته التي تغنى بها المطرب عبدالله الرويشد قبل نحو 10 أعوام من الآن، كتبت على البحر «الهجيني» الذي يندر أن يتطرق له الشعراء، لافتاً إلى أن العجز والصدر يختلفان في البيت الأول، وذلك لم يمر على الكثيرين من قبل، «قصيدتي هجينية معروفة لو غُنيت بالشكل السليم ستظهر». ولفت علي بن مساعد إلى أن الأخطاء واردة لدى الشعراء، الذين هم ليسوا أنبياء في نهاية الأمر، والموضوع برمته لا يتجاوز كونه شعراً يأتي به «اللحن» و«الكسر»، لكن الخطأ كان في طريقة «النقل» في البيت الأخير.