كان من أطرف «المبادرات» أن تحارب الغرف التجارية الغش وبضائع مقلدة ورديئة، بعضها خطر على السلامة والحياة. الطرافة في أن من يجلب هذه البضائع هو من أعضاء هذه الغرف، ويدفع رسماً للانتساب إليها. يتولد من هذه الطرافة وَهْم أن الغرفة مهتمة بتوعية المستهلك، لكنها لن تقوم بتوعية عضوها النشط في استيراد أسوأ السلع إلى السوق ولا تنبذه، ولن تقول له «من غشنا ليس منا»، فتمنع عنه الأختام والخدمات، وتقدم اسمه لوزارة التجارة لتطبيق القانون عليه. من جانبها، «الدفاع المدني» تنبه وتشير في بعض بياناتها إلى أسلاك وموصلات رديئة مسؤولة عن حرائق، سلك الدفاية وسلك موزع التوصيلات وأنواعها. وأي سلك آخر هو المسؤول كثيراً في بيانات «الدفاع المدني» عن حريق أو التماس أدى إلى اختناق، لكن في تصريحات «الدفاع المدني» لا تذكر نوع هذا السلك ومن استورده! إننا في قضية السلع الرديئة والمغشوشة وال«نص نص» لن نتقدم إذا ما استمرت لعبة استغلال شماعة الوعي، ومن النفاق أن نرمي المسؤولية على عدم وعي المستهلك. هناك فرق بين سوء الاستخدام، إما بسبب الجهل أو العبط والكسل، وبين سوء تصنيع السلعة وانخفاض مواصفاتها وطوفان منها في الأسواق، فارق كبير لا نراه يُواجه، لأن القضية عند حصول الضرر تقيد ضد مجهول، وأحياناً تعلق على مشجب الوعي، مع أن هناك أشخاصاً يطلق عليهم رجال أعمال، هم المسؤولون مسؤولية مباشرة، يتعيشون علينا مثل مصاصي الدماء. www.asuwayed.com asuwayed@