حذرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد أمس من استمرار معدل التضخم دون المستوى المستهدف في منطقة اليورو، وقالت أمام المنتدى الاقتصادي العالمي خلال يومه الأخير في منتجع دافوس السويسري، ان الأمر يهدد بانكماش في الأسعار. ورد رئيس المصرف المركزي الأوروبي ماريو دراغي في الندوة ذاتها بالقول إن المصرف جاهز للتدخل في حال تراجع التضخم، مشدداً على أن أسعار الفائدة على اليورو ستبقى متدنية لفترة أطول مما كان مرتقباً سابقاً. وقال وزير المال الألماني وولفغانغ شويبله إن تشارك أعباء الديون السيادية بين الدول الأعضاء في منطقة اليورو سيشجع هذه الدول على التراخي في تطبيق الإصلاحات الهيكلية المتفق عليها في المالية العامة. وتحرَّك كبار المسؤولين في الأسواق الناشئة لتبديد المخاوف في شأن اقتصاداتها بعدما أقبل المستثمرون على بيع عملات هذه البلدان، الأمر الذي أثار المخاوف من انهيار واسع للأسواق. وكانت خطة مجلس الاحتياطي الفيديرالي الأميركي لتقليص إجراءاته للإنعاش النقدي تدريجاً أثارت توقعات بأنها ستؤدي الى خروج استثمارات مالية من الأسواق الناشئة، ولكن احتمال تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين عزز المخاوف من أن الأسواق الناشئة، خصوصاً تلك التي تعاني عجزاً في موازين تعاملاتها الجارية قد تلقى صعوبة في دعم عملاتها هذا العام. وأعلنت الأرجنتين أنها ستخفف قيود العملة التي تدافع عنها منذ وقت طويل بوصفها ضرورية، وذلك في تغيير للسياسة دفع إليه ارتفاع معدلات التضخم وهبوط العملة البيزو. وهوت الليرة التركية إلى مستويات قياسية على رغم تدخل المصرف المركزي في سوق الصرف وإنفاقه ثلاثة بلايين دولار الخميس. وراوح الروبل والراند حول مستويات لم تشهد منذ الأزمة المالية عامي 2008 و2009. وهون نائب رئيس الوزراء التركي على باباجان من شأن هبوط الليرة ووصفه في ندوة في دافوس بأنه «مجرد إعادة تسعير» للعملة يرجع في جانب منه الى خطط مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي، وفي جانب آخر الى الفوضى السياسية التي عصفت بالبلاد في الآونة الأخيرة. وأفاد بأن البنك المركزي يتخذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الموقف، وأضاف ان تركيا محمية من تقلبات الأسواق بفضل سلامة أوضاعها المالية. المكسيك وقال وزير المال المكسيكي لويس فيديجاراي لتلفزيون «رويترز» في مقابلة في دافوس إن التقلبات الحالية لن تسبب مشكلة كبيرة في بلاده. وقال ان «المكسيك من بلدان الأسواق الناشئة، ومن ثم فإن كل تقلب سيكون له بعض الأثر ولكن المكسيك في وضع جيد للتغلب على عاصفة العملات». وقال واضعو السياسات والمحللون في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس ان الأسواق الناشئة ليست متساوية وأن اضطراب الأسواق سيبعد المستثمرين من الاقتصادات الضعيفة، ولكن لن يبعدها من الاقتصادات القوية. وتدخَّلت البنوك المركزية في العالم النامي في أسواق العملات أول من أمس في محاولة لتحقيق استقرار العملات التي تتراجع قيمتها بوتيرة سريعة في موجة هبوط تعصف بالأسواق الناشئة. وفي تركيا، رفض البنك المركزي رفع أسعار الفائدة مع أن الليرة هبطت قيمتها نحو 9 في المئة هذا الشهر، الأمر الذي أذكى المخاوف من ارتفاع معدلات التضخم ونزوح المستثمرين. واعتمد البنك بدلاً من ذلك على إقامة عطاءات لبيع الدولار ولجأ الخميس إلى ما يرى المحللون أنه أول تدخل مباشر له منذ أوائل عام 2012. وعلى رغم تلك المبيعات التي يقدر أنها بلغت إجمالاً نحو عشر احتياطاته، فإن الليرة هبطت قيمتها نحو اثنين في المئة لتنزل دون المستوى المهم البالغ 2.30 ليرة في مقابل الدولار. ولفتت مؤسسة «آر بي إس» في مذكرة نظر زبائنها إلى «ان (البنك المركزي التركي) لا يملك قوة كافية لمكافحة الضغوط على الليرة». وأضافت «أنه استنفد أدوات الامتناع عن رفع الفائدة وسيكون الإجراء الرئيس التالي هو إحداث زيادة مباشرة في أسعار الإقراض». والليرة ليست سوى واحدة من عملات كثيرة هوت تحت ضغط مخاوف المستثمرين في شأن الصين واحتمالات تقليص إجراءات الإنعاش النقدي الأميركي والمتوقع هذا الشهر وقد يؤثر في التدفقات الاستثمارية إلى الاقتصاديات الناشئة. ويعتقد ان من بين البنوك المركزية التي تدخلت للدفاع عن عملاتها أول من أمس بنوك الهند وتايوان وماليزيا. وعدلت روسيا مرة اخرى نطاق تحرك الروبل بعدما باعت 350 مليون دولار من العملات الصعبة. وعلى رغم ذلك، لم يكن هناك هدوء لالتقاط الأنفاس فهوت الروبية والريال البرازيلي والروبل والراند كلها أكثر من واحد في المئة مقابل الدولار. وسجلت العملة الروسية أيضاً مستوى قياسياً متدنياً في مقابل اليورو. وأظهرت بيانات لمؤسسة «إي بي إف آر غلوبال» أرسلت إلى زبائنها في وقت متأخر الخميس أن الأسواق الناشئة شهدت نزوح المستثمرين، فقد خرج نحو 4 بلايين دولار من صناديق أسهم الأسواق الناشئة حتى الآن هذا العام. وشهد الأسبوع المنتهي في 22 كانون الثاني (يناير) هبوطاً بمقدار 2.4 بليون دولار وذلك للأسبوع الثالث عشر على التوالي من الخسائر. وكانت صناديق السندات أكثر مرونة، إذ إنها شهدت خروج 0.4 بليون دولار فحسب ولكنها خسرت أيضاً بليون دولار منذ مطلع هذه السنة.