يهدد موقع «خطر» جنوب محافظة النعيرية، الأهالي والزوار وعابري الطريق، الذي يشهد حركة مرور «كثيفة»، لكونه الطريق الدولي الذي يربط محافظة النعيرية بالعاصمة الرياض. كما يربط دول الخليج بالشام، غير أن هذا الطريق شهد الكثير من الحوادث، كانت آخرها حادثتين منفردتين، كلتهما «مميتة». وتزداد خطورة الموقع مع سقوط الأمطار. وقال زميل أحد ضحايا الموقع إلى «الحياة»، إن والد زميله من سكان مركز مليجة، انقلبت مركبته منذ أكثر من أسبوعين، ولكنه لم يصب بأي إصابات، وقام بالاتصال بابنه في محافظة النعيرية، وأخبره بالحادثة، وابتعد بعدها عن الطريق، ليصلي ركعتين شكراً لله على سلامته، في انتظار وصول ابنه، ولكنه تفاجأ بسيارة أخرى تسبب تجمع المياه في انقلابها والاصطدام به، وأصيب بإصابات بليغة ألزمته الفراش حتى فارق الحياة قبل يومين. أما الضحية الأخرى فابن معلم من أهالي مركز أنطاع، في مقتبل عمره، تفاجأ بالمستنقع الذي تسبب في انقلاب مركبته واصطدامها في عمود الإنارة في منتصف الطريقين، ليلقى حتفه على الفور، ويصاب مرافقه بإصابات عدة. بدوره، أمر محافظ محافظة النعيرية ناصر الماضي، بتشكيل «لجنة عاجلة» للنظر في سوء تنفيذ الموقع الذي تتجمع فيه مياه الأمطار على طريق النعيرية – مليجة، الذي يربطهما بطريق الرياض. ويقع على بعد 4 كيلومترات جنوب النعيرية. وأوضح الماضي، أن هناك «انحساراً في عكس ميلان الطريق، ما يجعله منطقة خطرة، إذ أن طبقة الأسفلت عكس المستوى، بدلاً من أن يكون اتجاهها إلى الخارج، ما يتسبب عند هطول الأمطار في تجمع المياه بشكل غزير، وتصطدم به السيارات التي تسير بسرعة عالية، ما يسبب انحرافها عن المسار». وأضاف محافظ النعيرية «أن هذا الطريق تسبب في حوادث عدة، نتج منها حالتا وفاة خلال شهر واحد»، مردفاً أنه تم «تشكيل لجنة، تضم مندوبين من المحافظة، والشرطة، والمرور، وسيتم وضع دورية خاصة من المرور في الموقع عند هطول الأمطار حتى يتم تعديل وضع الطريق». من جانبه، قال نائب مدير النقل في المنطقة الشرقية المهندس صبري شعبان، في تصريح إلى «الحياة»: «إن الطريق عمل له ازدواج من قبل بلدية النعيرية، من دون التنسيق مع إدارة النقل. وأدى ذلك إلى اختلاف مناسيب الطريق الذي تمت معاينته من قبل استشاري أوفدته إدارة النقل، وتم درس مراجعة وتصحيح وضع الموقع، بالتنسيق مع البلدية، لوضع مناهيل أو مناسيب، وعمل قنوات لتصريف المياه التي تتجمع في الموقع». وأوضحت الإدارة العامة للطرق والنقل في المنطقة الشرقية إلى «الحياة» أن «سبب تجمع مياه الأمطار هو قيام البلدية بعمل ازدواج لجزء من الطريق، ولم يؤخذ في الاعتبار نسبة الميل، وبناء على توجيه الوزير قامت الإدارة بدرس الموقع وتوجيه الاستشاري المسؤول عن الطريق والمقاول بتنفيذ غرفة تصريف المياه، وإعادة تشكيل الميل على الطريق، مع الاهتمام بالتحويلات المرورية في مناطق العمل، وفي الجزء الذي نفذته الوزارة بطريقة تمنع تجمع المياه مستقبلاً». يذكر أن هذا الموقع قديم، ولكن بعد ازدواج الطريق، ووضع طبقة طينية بين المسارين، أصبح منسوب ميلان الطريق القديم إلى داخل المسارين، بدلاً من أن يكون إلى الخارج، ولم يراعِ مسؤول السلامة في الشركة المنفذة خطورة الموقع، ورفع الطريق القديم، أو وضع وسائل سلامة، مثل شبكة تصريف في الموقع، أو أي نوع من وسائل السلامة.