على رغم أن عباس محمد الجمعة، لم يبلغ بعد السنتين من عمره، إلا أنه شارك أمس والده ووالدته وشقيقته، في مهرجان «النحت بالرمال»، إضافة إلى أكثر من 350 طفلاً من الجنسين، وبعض ذوي الاحتياجات الخاصة، وعدد من الفنانين والفنانات، الذين نثروا إبداعاتهم النحتية في شاطئ العقير. ويرتبط الجمعة الأب، بعلاقة «قديمة» مع النحت تعود إلى نحو 35 عاماً، بيد أنه يمارس النحت على الخشب وله مشاركات كثيرة في المعارض. وتبارى 10 فنانين وفنانات، ونحو 350 طفلاً على النحت على الرمل الممزوج بالماء المالح. وتنوعت الإبداعات الفنية بصورة أذهلت الجمهور، بمشاهد عكست «الإبداع» في بناء مجسمات فنية من الرمال على شاطئ العقير، بأنامل شبابية ونسائية بواسطة الرمال والماء والخشب والحديد. وشهد شاطئ العقير، وعلى مساحة تقدر بنحو 3500 متر مربع، لوحات فنية نثرها الفنانون خلال 5 ساعات، تنوعت بين القصور والأشكال الهندسية والتراثية والمباني الحديثة. وعملت أمانة الأحساء على تذليل الصعوبات التي تواجه الفنانين، وتوفير متطلبات الأعمال الفنية من أجل رسم أجمل اللوحات. وأوضح وكيل أمانة الأحساء للخدمات المهندس عبدالله العرفج، أن «فكرة المهرجان تتمثل في عمل مجسمات كبيرة جداً بالرمال، والنحت عليها وتلوينها وتزيينها، لتكون معلماً للزوار بتصميمات ورسومات مختلفة. ويصاحب ذلك توفير ساحات مصغرة بتجهيزات متكاملة للمسابقات والبرامج التدريبية لفن النحت على الرمال والرسم والبناء الرملي البحري». ولفت العرفج، إلى أن المهرجان سيتخلله تنفيذ فعاليات عدة، منها «مشاركة الدمى البحرية المحببة للأطفال، وإقامة حملة لنظافة شاطئ العقير، وتوزيع النشرات التوعوية وتنظيم المسابقات وتوزيع الجوائز، ومشاركة السيارات الكلاسيكية، وتخصيص معارض للمنحوتات الطينية والفنون والإبداعات». وأشار إلى استقطاب عدد من الفنانين المهتمين بهذا الفن من المملكة ودول الخليج. بدوره، أوضح المتحدث باسم أمانة الأحساء بدر الشهاب، أن «إقامة المهرجان تنطلق من رؤية الأمانة ودورها الريادي في تنمية الأبعاد السياحية للأحساء، ومكانتها الجغرافية والتاريخية في المملكة»، مشيراً إلى أن الأمانة اتخذت استعداداتها لتجهيز الشاطئ لإقامة المهرجان على ضفاف شاطئ العقير ورماله الذهبية الممتدة على طول الشاطئ، تزامناً مع إجازة منتصف العام الدراسي. وتستمر لمدة 3 أيام. وذلك بمشاركة العوائل والأفراد. ويعتبر هذا الفن من الفنون القديمة المنتشرة في أميركا والهند وعدد من دول العالم. وتستخدم عادة الرمال والماء وأعواد من الخشب، ولا يستعمل الأسمنت أو المثبتات الأخرى. ويعتمد الفنان على إحدى وسيلتين لإنجاز مجسمه، فإما أن يقوم بضغط الرمال في مكعبات خشبية، ثم تُخرج القوالب وتُنحت من أعلى لأسفل، أو يبدأ النحت وفق الطريقة التقليدية، ببناء المجسم من الأسفل إلى الأعلى، وذلك بحسب ما يتطلبه المجسم ووفق الموضوع الذي يرغب في تنفيذه.