نيويورك، جوهانسبرغ – رويترز، أ ف ب، يو بي آي – اعلن خبراء اميركيون ان اعتقالات نفذت في مدينتي نيويورك ودنفر في 14 الشهر الجاري سمحت بكشف السيناريو الأسوأ امنياً للولايات المتحدة، ويتمثل في وجود مؤامرة اعدها تنظيم «القاعدة» لنسف قطارات أنفاق وأهداف أخرى، وتلقي منفذيها المزعومين تدريبات في الخارج وامتلاكهم حرية التنقل داخل حدود البلاد. واعترف المعتقل الافغاني الاصل نجيب الله زازي، المعتقل الرئيس في القضية والذي يعمل سائق حافلة في مطار كولورادو، بأنه تلقى دورات لصنع قنابل في معسكر تدريب تابع ل «القاعدة» في باكستان، لكنه دفع ببراءته على غرار الموقوفين الآخرين والده محمد والي وأحمد ويس أفضلي الافغاني الاصل ايضاً ويعمل اماماً لمسجد كوينز في مدينة نيويورك. واكتفت السلطات حتى الآن باتهام الرجال الثلاثة بالكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي)، ما يمكن ان يدينهم بالسجن لمدة ثماني سنوات، لكن تفاصيل القضية يمكن ان تجعلها الأكثر خطورة داخل الولاياتالمتحدة منذ اعتداءات 11 من أيلول (سبتمبر) 2001. وقال مايكل شيهان، الرئيس السابق لمكافحة الإرهاب في شرطة نيويورك والذي يعمل حالياً مستشاراً خاصاً: «لدينا رجل تدرب في باكستان، ويملك دراية بكيفية صنع قنابل وسعى الى تشكيل فريق، وذلك أسوأ ما يقلقنا». واضاف: «إذا استطاع المحققون إثبات زيارة زازي معسكر تابع ل «القاعدة» في باكستان فسيجعل ذلك هذه القضية أكثر خطورة من اخرى سابقة بنيت على مرشدين تقاضوا أجوراً ومشبوهين يملكون حماسة أكثر من التدريب. وكشف «أف بي آي» ان عملاءه عثروا على جهاز كمبيوتر في سيارة استأجرها زازي احتوى إرشادات لصنع قنابل و التعامل معها وتفجيرها، كما صادروا هواتف خليوية وتسع حقائب فارغة توضع على الظهر. في غضون ذلك، اقالت شرطة نيويورك نائب المفتش في وحدة الاستخبارات بول كيورا وعينت بدلاً منه مسؤولاً في مكتب مكافحة الإرهاب، بحجة انه ساهم في إعاقة تحقيق فيدرالي حساس في مجال الإرهاب. واوضحت صحيفة «نيويورك تايمز» ان التحقيق أعيق قبل أسبوعين، حين طلب المحققون في «قسم الاستخبارات» مساعدة من إمام مقاطعة «كوينز» المعتقل احمد ويس افضل الذي نبه زازي المشبوه الرئيس في القضية، ما حتم شن غارات بسرعة لتوقيفهما. واعتبرت ان نقل مسؤول من مكتب مكافحة الإرهاب إلى قسم الاستخبارات الذي تواجه مرات مع شركائه المحليين والفيدراليين، يشير إلى ان كبار مسؤولي الشرطة يسعون الى تحسين العلاقات بين الوحدتين. ونقلت عن مسؤولين امنيين قولهم ان «هذا التطور قد يصعب على السلطات تحديد الأدلة ضد المتورطين الآخرين في مخطط لتفجير قنابل في الولاياتالمتحدة». وابلغ مسؤول امني الصحيفة ان لا دليل على ارتكاب نائب المفتش خطأ، موضحاً ان قرار الاتصال بالإمام اتخذ على أعلى المستويات في قسم الاستخبارات الذي يرأسه المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إي» ديفيد كوهين، مرجحاً تنفيذ الخطوة «لامتصاص اللوم فقط». على صعيد آخر، كررت الولاياتالمتحدة مطالبة رعاياها بأخذ الحيطة والحذر خلال تنقلاتهم في المانيا التي هددت «القاعدة» بشن هجمات فيها في حال فازت المستشارة الالمانية المنتهية ولايتها انغلا مركل في الانتخابات الاشتراعية المقررة بعد غد الاحد، وعدم اتخاذ قرار في شأن سحب القوات الالمانية من افغانستان. وافادت وزارة الخارجية الاميركية في بيان نشر على موقعها الالكتروني ان «الاميركيين مدعوون الى رصد الصحافة وتقويم مستوى الامن حين يتوجهون الى اماكن عامة وفنادق ومطاعم». واعلن مركز «انتلسنتر» لمراقبة المواقع الاسلامية الاسبوع الماضي ان شخصاً زعم انه يدعى «ابو طلحة» اكد في شريط فيديو ان «الالمان سيفيقون على يقظة مؤلمة بعد الانتخابات، في حال فازت فيها الحكومة الحالية». وبث موقع «سايت» للرجل ذاته ظهر فيه مرتدياً بزة غريبة وربطة عنق ويقول: «حان الوقت لأن تدرك المانيا ان افغانستان ليست المقاطعة الالمانية ال17 وانها ليست خيمة لإقامة حفلات الجعة». وطلب ابو طلحة من الشبان المسلمين في المانيا مساندة «القاعدة» في توجيه الضربات الاولى في حال تقرر اعلان الجهاد في المانيا، لكنه وعد بأن مدينة كيهل (شمال) ستبقى في امان، من دون ان يوضح السبب. وفي جنوب افريقيا، افادت صحيفة «ستار» بأن التهديد الامني الذي تسبب في اغلاق السفارة الاميركية ومقار باقي بعثاتها الديبلوماسية الحكومية خلال اليومين الاخيرين جاء من جماعة مرتبطة ب «القاعدة». ولا تعتبر جنوب افريقيا التي تستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم العام المقبل هدفاً للإرهابيين. لكن الصحيفة كشفت ان الهجمات كانت ستأخذ طابعاً ثأرياً بعدما توعد متمردون صوماليون بالانتقام لقتل القوات الاميركية الخاصة مشبوهاً بالانتماء الى «القاعدة» الاسبوع الماضي.