طوقت أجهزة أمنية برجاً في منطقة عسكرية في محافظة النعيرية أمس، وحاولت إقناع مواطن سعودي، بالعدول عن فكرة الانتحار، التي أعلن عن نيته بالإقدام عليها، بسبب ظروف «اجتماعية ووظيفية» يعاني منها، مطالباً بحضور جهة حقوقية، تلتزم بمعالجة المسببات التي دفعته إلى التفكير في الانتحار. وهرعت فرق من الدفاع المدني وشرطة النعيرية، وبعض الجهات الأخرى، إلى موقع البرج الواقع داخل كتيبة اللواء ال16، في محاولة لثني العسكري عن الانتحار برمي نفسه من فوق البرج، الذي صعد إليه منذ العاشرة صباحاً، وبقي فيه حتى بعد مغرب أمس، إذ تمكنت فرق الدفاع المدني من إنزاله لاحقاً ونقله إلى المستشفى لإجراء فحوص عليه. وفيما رفض المتحدثان باسم شرطة المنطقة الشرقية والدفاع المدني، التعليق على الحادثة، نشر حساب «الدفاع المدني» على موقع التواصل «تويتر» نبأ إقناع العسكري بالنزول من أعلى البرج. وقال زملاء الموظف العسكري إلى «الحياة»: «إن سبب إقدامه على محاولة الانتحار ظروفه الشخصية الصعبة»، لافتين إلى أنه «تغيب عن العمل لمدة 7 أيام، فتم الرفع بذلك وحسم من راتبه». وذكروا أنه «تقدم بطلب نقل أكثر من مرة، وقوبل طلبه بالرفض». وذكر أحد زملائه (فضل عدم ذكر اسمه)، أنه يطلب «حضور قائد كتيبة اللواء في المنطقة، وكذلك ممثل عن هيئة حقوق الإنسان إلى الموقع»، مضيفاً أنه «يعاني من ظروف عائلية ومالية صعبة». بدوره، علق الأمين العام للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان المحامي خالد الفاخري، على الحادثة بالقول إلى «الحياة»: «سمعت عنها، ولكني لم أحصل على التفاصيل كاملة»، مضيفاً أنه «لا ينبغي على الإنسان أن يقوم بالتهديد بالانتحار وخلافه، وحسب ما ذكر أنه يطالب بالنقل، فعليه أن يتقدم بالطرق السلمية التي تضمن له حقه، وإن لم يتحقق له ذلك؛ فليتقدم إلى الجهات العليا التي تحفظ له حقوقه، أما أن يهدد شخص بشيء مخالف للشرع الإسلامي، وفيه أحاديث وأدلة تؤكد أن الانتحار محرم، فهذا مرفوض، شرعاً وإنسانياً». وأضاف الفاخري، أن «الله أمر الإنسان بأن لا يلجأ لمثل هذه الطريقة، والإنسان يمر دائماً بظروف صعبة، ومنهم من يقدرها، ومنهم من يتجاهلها، وعليه أن يتقدم بالطرق السلمية المناسبة أو عليه بالصبر». وأشار إلى أن من يلجأ إلى الانتحار «إما أن تكون عنده مشكلة نفسية، أو لا يزن الأمور بميزان الشرع، الذي لا يجعل الإنسان يلجأ إلى إهلاك نفسه مهما كانت الظروف». وقال: «لا يوجد في الدين الإسلامي مبدأ يقول إنه إذا لم يحقق للإنسان طلبه، فعليه بالانتحار، فالإنسان مهما مرّ بضيق؛ فعليه الصبر».